لماذا يخوض الإعلام الألماني حرباً ضد تركيا؟

  • 3/5/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تخوض وسائل إعلام ألمانية حربا شعواء لتوتير العلاقات بين برلين وأنقرة، قبيل الانتخابات العامة المرتقبة بألمانيا في سبتمبر المقبل، لاسيما من قبل أوساط غير راضية عن سياسات المستشارة أنجيلا ميركل التي تحرص على التعاون مع تركيا، في ملف اللاجئين. ورغم التذبذبات التي شهدتها العلاقات ذات الجذور التاريخية بين البلدين، إلا أن المصالح المشتركة كانت تحول دون تفاقم التوترات، في حين أن معظم وسائل الإعلام الألمانية أطلقت حملة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، من أجل الإيقاع بين الجانبين، وقطع العلاقات تماما. ولعل أبرز مثال على ذلك، قيام إحدى البلديات مؤخرا بإلغاء فعالية لأبناء الجالية التركية، كان سيحضرها وزير العدل التركي، بكر بوزداغ، بفعل التحريض المتصاعد من قبل الإعلام الألماني. ورغم نجاح الاتفاق المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس 2016، في تقليص تدفق طالبي اللجوء، توجه الصحف الكبرى انتقادات لاذعة لميركل، وترى أنها جعلت ألمانيا مرتبطة إلى حد كبير بتركيا، وقدمت تنازلات لأنقرة. وتصر وسائل الإعلام الألمانية على تجاهل نجاح الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بمبادرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وميركل، والذي أنقذ دولا أوروبية عدة من أزمات سياسية عميقة، على خلفية تدفق اللاجئين. وتؤكد مصادر دبلوماسية تركية، أن حكومتي البلدين اتفقتا على التواصل المباشر، وعدم تبادل الرسائل عبر الإعلام، لكن وسائل إعلام ألمانية تسعى لتقويض النوايا الحسنة في هذا الإطار، من خلال حملات التضليل. ويعد انزعاج أسماء مؤثرة في الإعلام من صعود تركيا كقوة إقليمية، واتسام علاقاتها بالندية مع ألمانيا، سببا هاما، في التوتر بين البلدين، الذي لعب الإعلام دورا رئيسا فيه. التضليل الإعلامي حرصت وسائل إعلام ألمانية منذ مدة على تشويه سمعة تركيا، لاسيما من خلال التغطية المنحازة غير المهنية لأحداث مثل احتجاجات منتزه غزي منتصف 2013، والمحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في 15 يوليو. وصدرت صحف ألمانية صورا لمدنيين يتصدون لعسكريين انقلابيين، ويضربونهم بالأحزمة، في اليوم التالي للمحاولة الانقلابية عوضا عن تسليط الضوء على ضحايا المحاولة الانقلابية، ما يعكس نظرتها للأحداث في تركيا. ومؤخرا نشرت مجلة دير شبيغل خبرا كاذبا يتحدث عن تدهور اقتصاد تركيا وأنها طلبت مساعدة مالية على خلفية ذلك من ألمانيا، الأمر الذي نفته مصادر دبلوماسية تركية. ورغم عدم الإعلان عن برنامج رسمي، إلا أن مجرد الحديث عن احتمال زيارة أردوغان لألمانيا وإلقاء كلمة أمام الجالية التركية خلال الشهر الجاري، أثار أجواء من القلق لدى طيف كبير من الإعلام الألماني. وأفردت وسائل الإعلام مساحات واسعة لآراء سياسيين مناهضين لزيارة أردوغان، بذريعة أنه من غير المناسب قيام زعيم أجنبي بإلقاء كلمة أمام حشد جماهيري لغرض سياسي، لكن ذلك يظهر ازدواجية المعايير لدى الساسة ووسائل الإعلام التي طالما ادعت دفاعها عن حرية التعبير. ورغم عدم التأكد فيما إذا كان أردوغان سيزور ألمانيا ويلقي كلمة هناك فإن الإعلام الألماني يفعل ما بوسعه للحيلولة دون حدوث الزيارة.;

مشاركة :