أم عماد تأبى العودة إلى بلاد لم تعد كما كانت

  • 3/5/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بكلمات لا تخلو من الغصة، ووجه يحمل في تفاصيله ألم الذكريات والحنين إلى الوطن، تجسد الستينية «أم عماد الشاطر»، قصة اللاجئات السوريات، ووجدت أن التوجه إلى الأردن هو الخيار الأفضل لها حتى تحافظ على حياة أولادها ولا تفقدهم، كما حدث مع ابنها وزوجها، اللذين انتهت حياتهما في ليلة سوداء لم تستطع أن تنساها إلى هذا اليوم. ردت أم عماد بالنفي التام عند سؤالها هل ستعود إلى سوريا في حال توقفت الأزمة؟! وتقول متعجبة: «لم تعد سوريا هي سوريا التي أعرفها منذ صغري، الآن لا منزل لنا، حتى الأقارب تشتتوا في دول مختلفة، واليوم أفضل البقاء في الأردن وأقوم بإعالة أسرتي وبنات ابني الذي استشهد على العودة إلى مكان أصبح غريباً بالنسبة لنا». تضيف قائلة: قرار اللجوء إلى الأردن هو ليس قرار اختياري، فقد كنا مخيرين في أن نبقى في «حمص» وأن نعاني من وجع موت جديد أو اعتقال لأولادي أو أن نمضي إلى دولة مجهولة بالنسبة لنا. وبالتالي قررنا اللجوء إلى الأردن للحفاظ على ما تبقى من هذه العائلة، وتوجهنا عام 2013 مع زوجة ابني الشهيد وحفيداتي الصغيرات وأولادي الاثنين. وتضيف باكية «أولادي الآن لجأوا إلى فرنسا من خلال المفوضية ولا أجد من يمنحنا الدعم المادي، فكان القرار الأنسب أن أعمل في مجال الخياطة وأحصل على دخل ثابت لأوفر لنا سبل الحياة وليس الرفاه. ابني الشهيد ترك من بعده ابنتين في عمر الدراسة. وقد تعهدت أمام الله عز وجل أن أسهم في تعليم الطفلتين وألا أحرمهم من هذه الحياة». وبالرغم أن أم عماد تعاني من أمراض عديدة من بينها أمراض في القلب والسكري إلا أنها تحاول جاهدة أن تخفي تعبها وأن تعمل لساعات طويلة لتأمين لقمة العيش. تقول: «عندما كنا في سوريا، كان زوجي، رحمه الله، يعمل في النجارة وحياتنا كانت ممتازة من حيث المستوى المعيشي. الآن بعد اللجوء يجب أن نتخلى عن عقلية المعيشة السابقة، وأن نعمل حتى نستطيع العيش. الآن احصل على راتب يقدر بـ250 ديناراً أردنياً وأحصل على مساعدات عينية غذائية من قبل جهات متعددة. وأهل الخير يساعدونا دوماً. الحياة الاقتصادية في الأردن ليست سهلة وخاصة في العاصمة عمان، والراتب الذي أحصل عليه يذهب معظمه لدفع إيجار المنزل الذي أسكنه وهو مكون من غرفة واحدة وما يتبعها، مقابل إيجار 180 ديناراً شهرياً. وتضيف أم عماد «أبنائي الذين هاجروا إلى فرنسا لا يستطيعون العمل ودعمي مادياً. وبالطبع هنالك الأدوية التي أشتريها شهرياً وتكلفني مبلغاً وقدره، ولكن أحمد الله كل صباح ومساء أن أسرتي بخير».

مشاركة :