يتوقع تطور العلاقات الثنائية بين السعودية وبروناي على الأصعدة كافة، بعد الجولة الآسيوية التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 25 شباط (فبراير) الماضي، والتي يلتقي خلالها قادة دول لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ويسعى الملك سلمان من خلال زيارة سلطنة بروناي، إلى فتح آفاق جديدة للاقتصاد الوطني في شكل عام، وقطاع الأعمال السعودي على وجه الخصوص، وهي تأتي منسجمة مع توجهات «رؤية المملكة 2030»، وما تتضمنه من محاور لجذب الاستثمارات الأجنبية وتنويع الاقتصاد وتعزيز الشراكات التجارية. وتعود العلاقات الرسمية بين البلدين إلى حوالى ربع قرن، وتحديداً العام 1992، وذلك بتمثيل سعودي (غير مقيم) من خلال سفارة المملكة في العاصمة الفليبينية مانيلا، وركزت العلاقات حينها على الحج والعمرة، ومشاركة مسؤولين بروناويين في مؤتمرات واجتماعات تُعقد في المملكة. وافتتحت المملكة سفارتها في بندر سري بكاون في العام 1995، بتمثيل على مستوى قائم بالأعمال، وعين أول سفير سعودي لها في 2001، وفي العام نفسه وقع البلدان بالأحرف الأولى على مسودة الاتفاق المشترك في مقر الوزارة الخارجية البروناوية شملت التعاون في مجالات عدة منها: الاقتصاد، السياحة، والصناعة، والبترول والمعادن والبتروكيماويات، والزراعة والثروة الحيوانية والمشاريع الصحية والاستثمارات المشتركة، فضلاً عن التعليم والثقافة والشباب والرياضة، وتمت المصادقة النهائية عليها في العام 2007. ووافقت حكومة بروناي في العام 2012، على منح السعوديين تأشيرة دخول في المطار عند زيارتها، وحق الإقامة لمدة لا تزيد على 30 يوماً وفق الشروط المطلوبة. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 7.72 مليون ريال في العام 2015، منها صادرات سعودية إلى بروناي بقيمة 5.7 مليون، والواردات 1.9 مليون، بحسب إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء. وفي جانب تبادل الخبرات، زار وزير الشؤون الدينية في السلطنة الدكتور حاج عبد الرحمن مشروع الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء في العام 2014، بهدف الإطلاع على الإجراءات التنفيذية وتجارب القضاء في معالجة المشاكل وكيفية إيجاد حلول لها. وعُنيت زيارة وفد من كبار موظفي وزارة الشؤون الدينية البروناية في العام 2015، إلى المديرية العامة للسجون، برصد التجربة القضائية والعدلية في المملكة المستمدة من تعاليم الشريعة الإسلامية، وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في هذا الجانب الحيوي. وفي العام ذاته، زار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي السابق الدكتور عبدالله التركي بروناي، بهدف الإشراف على مؤتمرات وندوات ومناشط هناك، والتقى مسؤولين وعلماء ودعاة ورؤساء مراكز وجمعيات إسلامية فيها، لتعزيز العمل الإسلامي المشترك. وعلى الصعيد الرياضي، زار المنتخب السعودي بروناي للمرة الأولى في العام 2015، التقى خلالها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق أحمد عيد، وزير الرياضة والشباب البروناي حلبي محمد، وناقشا سبل تطوير العلاقات الرياضية. يُذكر ان بروناي تعتبر أصغر دول منظمة الآسيان العشر (رابطة جنوب شرقي آسيا) لناحية عدد السكان، إلا أنها تكبر سنغافورة مساحة. ونالت استقلالها عن العرش البريطاني في العام 1984، الأمر الذي جعلها تسارع الزمن للحاق في ركب المجموعة الدولية وإثبات وجودها من خلال الانضمام إلى المنظمات الدولية والإقليمية والإسراع في إقامة العلاقات الديبلوماسية مع دول الجوار ودول العالم التي رأت أن من مصلحتها إقامة علاقات قوية معها لتكون منطلقاً لإرساء قاعدة راسخة في علاقاتها الدولية.
مشاركة :