عندما شاعت الجوالات، ظهر جدل كبير حول السماح للطلاب بإحضار جوالاتهم إلى المدرسة، فالبعض رأى في وجود الجوال مع الطلاب أثراً إيجابياً على سلامتهم وأمنهم الشخصي، بل وعلى جودة تحصيلهم الدراسي، خصوصاً عندما يتعذر وجود حاسب في المدرسة، كما يستطيع الطلاب استخدام الجوال (كحاسبة) أو (كقاموس) أو (كمحرك بحث) أو لتسجيل الواجبات. من جهة أخرى هناك من يرى أن الجوالات قد تكون سبباً لتشتيت انتباه الطلاب (بعض الطلاب يتراسلون ويشتمون ويستمعون للموسيقى داخل الفصل)، وقد يُستخدم الجوال للتباهي أو كوسيلة للغش بين الطلاب باستخدام خاصية البلوتوث. في كندا بينت دراسة أنه في عام 2001 لم تكن المدارس في كندا تمنع الطلاب من إحضار جوالاتهم إلى المدرسة، وفي عام 2007 عندما تبينت بعض سلبيات الجوال منعت 50 % من المدارس وجود الجوال في المدرسة، وفي عام 2012 أصبح 98 % من المدارس الكندية إما تمنع إحضار الجوالات إلى المدرسة أو تطالب بتسليمها عند دخول المدرسة. وكشفت دراسة أخرى أن منع إحضار الجوال إلى المدرسة أدى إلى تحسن واضح في درجات الطلاب، وهو تحسن يعادل إضافة حصة دراسية إلى الجدول الأسبوعي للحصص. ولم يقتصر أثر منع الجوال على تحسن تعلم الطلاب فحسب، بل وظهر أثره الإيجابي على تحسن الناحية الاجتماعية للطلاب، وذلك من خلال تفاعلهم وتحاورهم مع بعضهم خلال فترات الاستراحة وفترة تناول الغذاء. هناك اليوم مدارس تسمح بإحضار الجوالات ولكن تشترط أن يضعها الطلاب في صناديقهم الخاصة وهي في وضع الصامت. ورغم المنع سوف يجد الطلاب دائماً طرقهم الخاصة في إحضار جوالاتهم إلى المدرسة، هنا ليس أمامنا سوى إقناعهم.
مشاركة :