خدمة الحجيج مهمة كبرى تبنتها الحكومة السعودية منذ التأسيس على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه واستمر في العناية بها جميع ملوك المملكة السابقين رحمهم الله حتى عهد الملك سلمان حفظه الله، وهو الذي يردد ويؤكد دائماً هذه الأولوية في كافة لقاءاته الداخلية والخارجية. بل إن جلالته يفضل لقب خادم الحرمين على ما سواه من ألقاب كتأكيد على أهمية الحرمين الشريفين في أعماله. وهذا الأمر ليس مجرد دعاية، بل يؤكده حجم المشاريع الضخمة التي تخدم الحجيج سواء تلك المتمثلة في توسعة الحرمين الشريفين أو ذات العلاقة بسهولة الوصول إليها. بل إن الملك حفظه الله وجه بالعمل على زيادة أعداد الحجيج رغبة في إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين في أداء شعائرهم للحج والعمرة بيسر وسهولة. بعيداً عن حصر ما قدم ويقدم في هذا الشأن وهو كثير، هناك ثلاثة مشاريع كبرى يجدر الإشارة إليها وينتظر أن تحدث نقلات نوعية، متى اكتملت، في خدمة الحجيج والمعتمرين. أول هذه المشاريع هي تطوير مطار الملك عبدالعزيز، وقد انقضت سنوات من العمل في إكمال هذا المشروع، لكننا مؤخراً لم نعد نعرف متى موعد تدشين المطار الجديد! كانت هناك تصريحات على أنه سيبدأ هذا العام ولكن هناك مؤشرات تؤكد مروره بمراحل تأجيل قد تعيق الاستفادة منه عامًا أو عامين وربما أكثر. لا نعلم تحديداً متى يبدأ، ولكن المؤشرات تشير إلى أنه لن يستفاد منه في موسم الحج القادم، وهذه معضلة كبرى مع تردي وضع المطار الحالي لدرجة أصبحت مزعجة جداً ومخجلة لنا أمام ضيوف بيت الله الكرام والزوار بصفة عامة. هل يستطيع أحد أن يطمئننا ويمنحنا موعدًا مؤكدًا نلتزم به في إنهاء هذا المشروع؟ المشروع الثاني المهم يتمثل في قطار الحرمين الرابط بين جدة ومكة والمدينة. المؤشرات حول الجدول الزمني لهذا المشروع غير واضحة، كذلك. فهناك إشاعات عن معوقات تعترضه وتؤجل أعماله، والجهات المعنية لا تعطينا مواعيد مؤكدة، وإنما تجعلنا عرضة للإشاعات والتسريبات. المشروع الثالث هو توسعات الحرم المكي الشريف وقد قطعت شوطاً كبيراً في الإنجاز، ولكن وتيرة العمل تراجعت في السنة الأخيرة، ربما على أثر مشكلة حادثة الرافعة المعروفة وما تلاها من تحقيقات. تلك المشاريع الثلاثة، ليست مشاريع اجتماعية عائدها محدود أو غير ملموس، بل مشاريع بنى تحتية استثمارية، سيتم تعويض كل ما يصرف عليها وهو ما يتوافق مع الرؤية الاقتصادية الاستثمارية. لو تم تكثيف العمل بها وتجاوزت التعطيل الذي يحدث بأسباب جانبية كأسباب التحقيق أو أسباب التعويضات أو التمويل أو غيرها من الأسباب، لأمكننا إنجازها لتكون إضافة كبرى لموسم الحج القادم. لقد تم إنجاز مشاريع مماثلة وأكبر سواء داخل المملكة أو خارجها في أوقات أقصر وبشكل ممتاز، وهذا ما يجعلنا نعتقد بإمكانية ذلك مع المشاريع المشار إليها. نطمح في آلية مراجعة وتسريع ليتم إنجاز تلك المشاريع بأسرع ما يمكن. أؤكد؛ علينا دحض الإشاعات وتقليص المخاوف بإعلان مواعيد محددة يلتزم بها في إنجاز تلك المشاريع.
مشاركة :