سحر أبوشاهين - الدمام دفع الخوف من الفضيحة مرضى سعوديين نفسيين لعدم مراجعة أطباء مختصين، تجنبا لوصمة العار المجتمعية التي تسيطر على أذهان كثيرين حيال من يراجع العيادات النفسية، وخشية الاتهام بالجنون وعدم الاتزان النفسي وعدم الإيمان، وفقا لاستشاري الطب الباطني وأمراض الحساسية والمناعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عزام العتيبي هاتفيا لـ «مكة». وأوضح أن أكثر الأطباء تلقيا لحالات المرضى الرافضين هم متخصصو الباطنة والأسرة والجراحة العامة وأمراض النساء والولادة. من جهته أكد المشرف العام على مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور محمد الزهراني أن الوصمة والخوف من التهم التي قد تلحق بالمريض النفسي تجعله يعزف عن تلقي العلاج لدى مختص، وهذا ينعكس سلبا عليه لتدهور وضعه الصحي النفسي وتفاقم مرضه مما قد يصعب علاجه لاحقا، وبحسب دراسة نفسية أجريت على مراجعي مراكز الرعاية الصحية الأولية الذين يشتكون من أمراض عضوية وجد أن 40% منهم مرضى نفسيون. وكان المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة الذي أشرفت عليه وزارة الصحة واستغرق انجازه 8 سنوات وانتهى بنهاية 2016، أشار إلى أن 46% من السعوديين من سن 15 سنة فأكثر، وعددهم 13 مليونا و74 ألفا و587 شخصا، عانوا في فترة من حياتهم أو ما زالوا يعانون مشكلات نفسية، لم يتجاوز عدد من راجع منهم أو نوم في العيادات والمستشفيات النفسية التابعة للصحة 3% خلال 2015، في أحدث الإحصاءات المتاحة من خلال التقرير الإحصائي السنوي للوزارة. ولم تزد نسبة المراجعين والمرضى النفسيين على ذلك خلال خمس سنوات بين 2011 و2015 بحسب بيانات رسمية للصحة، إذ أظهرت انخفاضا في نسبة من عانوا من مشكلات نفسية مقارنة بمن اتجهوا لتلقي العلاج لدى المتخصصين.أساسيات الطب النفسي بدوره، أفاد العتيبي بأنه اضطر لتطوير مهاراته في علاج المرضى نفسيا من الأمراض الأكثر شيوعا كالقلق والاكتئاب، وصولا إلى وصف أدوية لهم بسبب رفضهم القاطع زيارة العيادة النفسية لأسباب عدة، رغم نصحه المتكرر لهم. وأضاف أنه يكتشف من خلال الحديث مع المريض والأعراض الظاهرة عليه، والتحاليل المخبرية، والفحص السريري إذا ما كان يعاني مرضا عضويا فقط، أم مرضا نفسيا، أم كليهما معا. ونوه إلى أنه وبحكم دراسته للطب وصولا لدرجة الزمالة، درس أساسيات الطب النفسي وعلاجه، لكن ذلك ليس كافيا ليتمكن الطبيب غير المتخصص من تشخيص الحالة وتقديم العلاج المناسب، وأنه اضطر لخوض أحاديث مطولة ومتكررة ولفترات طويلة مع متخصصين في الطب النفسي، حتى اطمأن لوصوله لقدر من المهارة يتيح له تشخيص وعلاج الأمراض النفسية الواضحة والشائعة لا المعقد منها، وذلك فقط لمن يرفضون رفضا قاطعا العلاج لدى مختص. وأبان أن أكثر التخصصات التي يكون الأطباء العاملون فيها عرضة لاستقبال مرضى يشكون اعتلالات نفسية، هي الباطنة والأسرة والجراحة العامة وأمراض النساء والولادة، كونهم يستقبلون أكبر عدد من المرضى.أسباب رفض المرضى النفسيين تلقي العلاج لدى مختص بحسب عزام:- الخوف من الاتهام بالجنون أوعدم الاتزان النفسي أو ضعف الإيمان.- الخوف من فقدانهم الثقة في حال معرفة الآخرين بمرضهم.- الصورة الذهنية السلبية المسبقة عن الأطباء النفسيين.- الخوف بسبب تجارب علاج مرضى نفسيين آخرين.- ضعف الوعي بماهية المرض النفسي وكيفية ومدة علاجه.- الاعتقاد بأن الأدوية النفسية تسبب الإدمان.الص�?حة التالية >
مشاركة :