كيف استخدم ترمب مصطلح «الإرهاب» للصعود للحكم؟

  • 3/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مقالا للكاتبين جون فينر وروبرت مالي قالا فيه: إن المؤرخين سيفكرون لوقت طويل في العوامل التي أدت إلى الصعود غير المرجح لدونالد ترمب إلى السلطة، مؤكدين أن العامل الذي يستحق الانتباه له هو هوس السياسيين الأميركيين بفكرة «الإرهاب» عند معالجة الأمن القومي. وأضاف الكاتبان اللذان خدما في إدارة أوباما: أن معظم التحليلات تفسر صعود ترمب بسبب دعمه للمهمشين اقتصادياً ورفضه تبني سياسات الهوية وأسباب أخرى، لكن الأهم على الإطلاق من وجهة نظر الكاتبين استغلال ترمب لخوف الأميركيين مما يسمى «الإرهاب» وهي الفكرة التي زرعها السياسيون الأميركيون بعد هجمات سبتمبر، وجعلوا محاربتها أساساً في العقيدة الأمنية للولايات المتحدة. ويرى الكاتبان أن ترمب استغل بنجاح وبشكل أكثر من أيٍّ من خصومه هوس الأميركيين بالإرهاب، وأضافا أنه وبسبب افتقار ترمب لأية خبرات في الأمن القومي فإنه ضخَّم من حجم التهديد، وكلل ذلك بالدعوة إلى حظر دخول المسلمين أميركا حتى «يصل الكونجرس لحل بشأنهم». وسرد الكاتبان كيف أن تهديد ما يسمى الإرهاب هو تهديد مضخم فعلى سبيل المثال ومنذ 2001 قتل حوالي 9 أميركيين كل عام في هجمات إرهابية داخل أميركا مقارنة بحوالي 12 ألفا يقتلون كل عام في حوادث لا تمت للإرهاب بصلة. وتابع الكاتبان: إنه وفيما نُفذت كل الهجمات المتطرفة داخل أميركا منذ 11 سبتمبر على يد أميركيين أو مقيمين، يواصل صناع القرار التأكيد على أن التهديد قادم من الأجانب. وأضافا: أن التركيز الكبير لأميركا على «الإرهاب» شجع على إنشاء وكالات حكومية جديدة وشركات خاصة وجيش من الخبراء الذين مهمتهم إبقاء قضية ما يسمى بالإرهاب على قائمة أجندة الأمن القومي. وأوضح الكاتبان أن هذه السياسة كان لها نتائج فقد نما الخوف بشأن الإرهاب بين الأميركيين الذي اعتبر %80 منهم القضية «تهديدا رئيسيا» لأمن أميركا مقارنة بـ%60 رأوا في كوريا الشمالية نفس التهديد، رغم إمكانية استهداف بيونج يانج للأراضي الأميركية بقنبلة نووية. ويرى الكاتبان أن تركيز أميركا على قضية الإرهاب له نتائج يمكن وصفها بالسلبية، لأن القضية توجه الموارد والوقت بعيدا عن أهداف لا تقل أهمية مثل تهديد الصين وعداء روسيا. وتوقع الكاتبان أن اتخاذ ترمب من مستشارين مهووسين بفكرة «الإسلام الراديكالي» سيدفعه إلى توسيع العمليات العسكرية ومعها سيزيل القيود التي فرضتها إدارة أوباما السابقة على العمليات لمنع استهداف المدنيين وإثارة غضب المسلمين.;

مشاركة :