رؤية 2030 وهيئة الطيران 1/ 2

  • 3/6/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عندما أُعلنت رؤية 2030 فرحنا جميعًا بما جاءت به من أطروحات ومحاور وأهداف، تسعى إلى الرقي بهذا الوطن الشامخ. ومن هذا المنطلق جاءت الرؤية متماشية مع المنطق والواقع؛ إذ أخذت بالأسباب التي تمكّننا من الريادة والمضي قُدمًا في تحقيق الأهداف. ومن أهم منطلقاتها ومعطياتها أننا بلد يقع في وسط العالم، وملتقى القارات، وبلد تأوي إليه عشرات الملايين من الحجيج والمعتمرين كل عام، وبلد يحظى بشواطئ شرقًا وغربًا، ويطل على مضائق هنا وهناك، وبلد يحتوي على العشرات من الآثار الإسلامية والتاريخية القديمة.. ومن هنا جاءت الرؤية لتجعل من الوفود القادمة إلينا بالملايين، وبتزايد سنويًّا. ومن أهم ما جاءت به الرؤية نصًّا وحرفًا ((زيادة القادمين للحج والعمرة ليصلوا إلى 30 مليون شخص سنويًّا)). عدد مهول، يحتاجون إلى صناعة الطيران وصناعة السياحة وصناعة العقول، وتهيئة الأرضية الجيدة لاستقبال هؤلاء، وخدمات ما بعد الوصول من فنادق وشقق وقطارات وحافلات.. إذن، هناك استثمارات بالمليارات لهذه الرؤية وهذه الحشود القادمة. وهي – بالمناسبة - سياحة دينية اجتماعية، لو استُغلت بشكل كبير، واستُثمرت بشكل أكبر، لكانت مكاسب لأبناء وبنات البلد من توطين للوظائف، ومكاسب مادية، وأعمال، واستثمار للعقول والطاقات.. ولحللنا العديد من مشاكل شبابنا، وشاركنا بالحلول لأزمة الفقر والبطالة والسكن، وشاركنا الدولة بالبناء والتنمية، وأصبحنا فاعلين كقطاع خاص وأعمال حرة بالاستغلال الأمثل للموارد المتاحة. وهنا مربط الفرس ومكمن الرؤية ((إيجاد أرضية مناسبة للاستثمار.. واستثمار العقول))؛ وبالتالي النجاح وإيجاد مزيد من الفرص لرواد الأعمال، والعديد والعديد من الشباب والفتيات.. ومن هنا ننطلق لنكون بلدًا اقتصاديًّا، ومن أقوى اقتصاديات العالم.. وهذا ما تسعى إليه الرؤية، وتؤكده بمحاورها وبنودها. نأتي لمربط الفرص.. فهل هذه الوفود وهذا الحراك سيأتي إلينا من البحر أم برًّا أم من الجو؟ والجواب إن الغالبية تأتي جوًّا؛ وبالتالي نحتاج إلى عشرات الخطوط وعشرات الشركات التي تقدم خدماتها التنافسية لهؤلاء؛ وبالتالي نحتاج إلى أرضية وبيئة صالحة للاستثمار في هذا المجال..! الطيران لدينا والمطارات تحتاج إلى عمل دؤوب، وإلى عمل احترافي.. وهيئة الطيران عليها مسؤولية كبيرة في إيجاد الفرص للشركات كافة القادمة والمقدمة للدخول في السوق السعودي، وأن تكون المنافسة عادلة بين هذه الشركات، وأن تهيئ الهيئة الأرضية التنافسية الجيدة لتنمية مستدامة؛ ليكون لدينا عشرات الشركات التي تقدم خدماتها بشكل أفضل.. ومن هنا نكون نحن كهيئة طيران مدني ووزارة نقل ومطاراتنا مستعدة للنقلة النوعية والجوهرية لمواكبة التطورات في المجتمع والتطورات، بل النقلات المستقبلية لمستقبل واعد، ونكون شاركنا في صناعة المستقبل.. وأتمنى أن لا تكون طيران المها وقضيتها وخروجها بسبب البيئة، ولا بسبب ما ذكرته من أسباب.. بل نحن نطمع ونطمح إلى أن تكون العشرات من الشركات العالمية تحظى بالقبول، وتقدم خدماتها في الأراضي السعودية؛ فنحن نحتاج إلى من ينقل 30 مليون راكب وأكثر، والشركات الآن لديها خطط طموحة وأهداف تصل إلى أرقام مهولة، والقادم سيكون ازدحامًا على شركات الطيران.. فهل تهيَّأت هيئة الطيران لهذه النقلات وهذه التغيرات، وهيَّأت الأرضية الجدية لهذه التطورات؟ نأمل ذلك.

مشاركة :