حماس تقر بدولة فلسطينية على حدود 1967 أكدت مصادر مقربة من حماس أن الحركة أنهت العمل على وثيقة سياسية تتضمن رؤيتها المستقبلية حيال جملة من القضايا الحيوية، منها الصراع مع إسرائيل، والعلاقة مع الفصائل الفلسطينية ومع الدول الإقليمية. وأكدت المصادر أن الإعلان عن تفاصيل الوثيقة سيتم بعد انتهاء الانتخابات الداخلية للحركة، المفترض أن يتم الإعلان عن نتائجها نهاية مارس الجاري. ومعلوم أن للحركة ميثاقا تأسيسيا يحدّد الخطوط العريضة لسياستها في الداخل والخارج، ووفق المصادر، هناك ضغوط خارجية على حماس تطالبها بتعديل هذا الميثاق، خصوصا أنه يتضمن نقاطا كانت سببا في توتير العلاقات مع جهات دولية، تتعلق أساسا بالموقف من شكل الدولة الفلسطينية، التي يثار حولها لغط كبير الآن. وقال أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس في تصريحات إعلامية، إن الوثيقة ستتضمن الموافقة على قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو لعام 1967 والقدس عاصمة لها، دون الاعتراف بإسرائيل أو التنازل عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مع التأكيد على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم. وكشف القيادي الحمساوي أن الوثيقة سوف تؤكد على أن “الصراع مع الاحتلال والحركة الصهيونية فقط داخل فلسطين، وليس مع اليهود بشكل عام”، لافتا إلى أن الحركة لن تتخلى عن ممارسة أي شكل من أشكال المقاومة بما فيها السلمية، إلى جانب المقاومة المسلحة باعتبارها حقا مشروعا كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية للشعوب تحت الاحتلال”. ولا يفرق ميثاق الحركة القديم، الذي أُقرّ عام 1988، بين إسرائيل كدولة وككيان يهودي، وهو ما وضعها في عداوة مع اليهود ليس في إسرائيل فقط، وإنما في أماكن كثيرة من العالم. ويبدو التعديل المقترح بشأن الموقف من الدولة الفلسطينية مستجيبا لجملة من الضغوط التي وقعت على الحركة مؤخرا، ما يجعل هذه الخطوة، حال إقرارها في الوثيقة الجديدة، نقلة نوعية مهمة، يمكن أن تضخ دماء سياسية في عروق الحركة، وتجعل منها عنصرا محوريا في التحركات المقبلة بخصوص القضية الفلسطينية. يأتي ذلك في وقت بدأت بعض الدوائر السياسية تفكر جديا في تحريك الجمود الظاهر في القضية الفلسطينية، مع وجود تحديات متزايدة أولها تغيّر في موقف الولايات المتحدة التي لم تعد متمسكة في عهد ترامب بحل الدولتين. وتتزامن خطوة حركة حماس الكبيرة تجاه التنازل عن الأرض التاريخية لفلسطين مع انقسامات واضحة داخل حركة فتح، وتزايد الأمراض المزمنة في جسد السلطة الفلسطينية، ما يعني أن حماس يمكن أن تكون تعمل على تهيئة نفسها لتكون بديلا عن فتح في المرحلة المقبلة. سراب/12
مشاركة :