شخير الأطفال يبطئ نمو قدراتهم العقلية والسلوكيةالأطفال أيضا قد يواجهون اضطرابات في الجهاز التنفسي تجعلهم يشخرون طوال الليل، فيضطرب نومهم ويتأثر نموهم العصبي والعقلي والسلوكي.العرب [نُشر في 2017/03/06، العدد: 10563، ص(17)]الشخير مؤشر على الإصابة باضطرابات في الجهاز التنفسي واشنطن - كشفت دراسة نشرت على مجلة التايم الأميركية أن شخير الأطفال، وخصوصا في المراحل المبكرة من أعمارهم، هو دليل على بداية تطور لاضطرابات صحية مثل الإفراط في النشاط وعدم القدرة على التركيز. وجاء في التقرير أن الاعتقاد السائد بأن الشخير يعني النوم العميق في أغلب الأحيان، باعتباره مؤشرا على الراحة أثناء النوم، هو اعتقاد خاطئ وخصوصا عند شخير “الرضع″ ممن لم تتجاوز أعمارهم السنتين. وأشارت الدراسة التي شملت 11 ألف طفل إلى أن الأطفال الذين يصاحب الشخير والتنفس من الفم نومهم قد تطورت لديهم اضطرابات في النوم، بالإضافة إلى حالات من الاكتئاب والقلق التي بدأت في الظهور بشكل صريح عند بلوغ سن السابعة. وبينت الدراسة أن عددا من الأطفال الذين يشخرون أثناء نومهم، قد طوروا سلوكيات عدائية مع الوقت، وذلك كنتيجة طبيعية لعدم الشعور بالاستقرار والاضطراب أثناء النوم. ونوهت الدراسة إلى أن معدل الإصابة بحالات الإفراط في النشاط عند الأطفال الذين يشخرون في فترات نومهم تتراوح بين 20 و100 بالمئة، وتتم ملاحظة تبعاتها في السنوات الأولى من عمر الطفل. وبيّنت الدراسة أن الأسباب الكامنة وراء تطور هذه الاضطرابات الصحية بشكل عام، تكمن في أن النوم هو الوقت الذي يستعيد فيه الدماغ توازنه من خلال استقبال كميات معينة من الأكسجين دون أي جهد جسدي. الأمر الذي يساعد في عمليات البناء والتطور على مستوى الخلايا، حيث أن أي اضطراب في هذه العملية، سواء جراء كثرة التقلبات أثناء النوم، أو انقطاع التنفس لثوان قليلة، أو الشخير الذي يحد من كميات الأكسجين، يؤثر بشكل مباشر على النمو الطبيعي وتطور التفكير وردات الفعل. ويقول باحثون من الولايات المتحدة إن اضطرابات التنفس أثناء نوم الأطفال خصوصا الرضّع منهم تكون مصاحبة بشخير تحديدا، هي من أسباب بطء تطور نمو القدرات العقلية، الأمر الذي يترك آثارا مستقبلية عليهم. وفي دراسة صدرت عن مجلة طب الأطفال الأميركية، تبيّن أن الأطفال الرضع يسجلون نقاطا ضعيفة في اختبارات تقييم نموهم الذهني حينما يكونون أثناء نومهم مصابين بالشخير. ولمح الباحثون إلى أن تعرض الأطفال الرضع لدخان السجائر يمثل أحد أسباب إصابتهم بالشخير. شخير الأطفال وخصوصا في مراحل مبكرة من أعمارهم دليل على بداية تطور لاضطرابات صحية مثل الإفراط في النشاط وكانت دراسات سابقة قد بينت بوضوح العلاقة السلبية لاضطرابات النوم لدى الأطفال في سن ما قبل الدخول إلى المدرسة وما بعدها على قدراتهم الذهنية ونشاطهم أثناء النهار، وفق ما أكده كل من هاولي مونتيغمري داون من جامعة غرب فرجينيا وديفيد غوزال من جامعة لويزفيلا في كنتاكي اللذين قاما بالدراسة الجديدة على الرضع من الأطفال دون سواهم. وأضافا أن نتائج دراستهما ومثيلاتها من الدراسات السابقة، كلها تُؤكد ضرورة فحص الأطفال للبحث عن وجود عوامل تُؤدي إلى إصابتهم باضطرابات في التنفس أثناء النوم، لما لها من آثار سلبية على نمو وتطورات الجسم من جوانب شتى. لكن التحدي كما يقولان يتمثل في أنه بالرغم من كون الشخير بحد ذاته يعد أمرا لافتا للنظر وتسهل على الوالدين ملاحظته، إلا أنه قليل الحدوث مقارنة بحالات تكرار التهابات الجهاز التنفسي العلوي المعيقة لتزويد الرئتين بالهواء. وتداعيات هذا النقص في تزويد الجسم بالأكسجين على سلاسة وهدوء النوم بالدرجة الأولى. وقام الباحثون في الدراسة بفحص تأثير الشخير على تطور النمو لدى 35 رضيعا سليما ممن يتراوح متوسط أعمارهم بين 2 و8 أشهر، ووجدوا أن الشخير أمر مؤثر بدرجة مهمة على النمو العقلي لديهم، وفق نتائج عناصر تقييم خاصة ومناسبة لسنهم الصغير. وحينما تناولوا على وجه الخصوص تأثير دخان السجائر في المنزل على الأطفال الرضع، تبيّن أن 33 بالمئة منهم يوجد في بيوتهم على أقل تقدير شخص واحد يدخن، وكان الشخير ومشكلات إعاقة سهولة التنفس الأكثر شيوعا بين هؤلاء الرضع تحديدا. والشخير هو ذلك الصوت الذي يصدر أثناء النوم نتيجة جريان هواء التنفس عبر مجار ضيقة، وعلى وجه الخصوص في خلفية الفم. والصوت الذي نسمعه لكن لا يشعر به من يشخر هو عبارة عن اهتزاز الأنسجة في الحلق. ومقدار علو صوت الشخير يتأثر بأمرين، الأول سرعة جريان الهواء والثاني كميته. وتشير نشرات المؤسسة القومية للنوم في الولايات المتحدة إلى أن معظم الأطفال من الطبيعي أن يكونوا عرضة لنوبات قليلة من الشخير أثناء نومهم، لكن 10 بالمئة فقط منهم يحصل ذلك لديهم في معظم الليالي. وأن حوالي 2 بالمئة يُعانون من اضطرابات في سهولة عملية التنفس أثناء النوم إضافة إلى الشخير. ويصدر الشخير لدى الأطفال ممن هم فوق سن الثالثة حينما يكونون آنذاك في مرحلة النوم العميق. وتوصي رابطة طب الأطفال الأميركية منذ العام 2002 بفحص الأطفال للتأكد من خلو نومهم من الشخير، وإن كان فإنه من الضروري معرفة هل أن الشخير هو من النوع الأولي البسيط الذي لا يؤثر على حركة التنفس، أو أنه من النوع المؤثر على التنفس كمتلازمة توقف التنفس أثناء النوم نتيجة إعاقة جريان الهواء في مجاري التنفس؟ ويعتبر تضخم اللوزتين، غالبا نتيجة التهابهما، أحد أهم أسباب الشخير وبالتالي تشكلان مصدرا لوجود صعوبات في التنفس. وحسب إحصائيات المركز القومي لإحصائيات الصحة، فإنه يتم سنويا إجراء أكثر من ربع مليون عملية استئصال للوزتين بسبب تأثير تضخمهما على التنفس أثناء النوم. وتنصح المؤسسة القومية الأميركية للنوم الوالدين، فيما لو شكّا في أن الطفل لديه أعراض متلازمة توقف التنفس أثناء النوم، بأن يعرضاه على طبيب مختص.
مشاركة :