تنظمه هيئة السياحة والتراث الوطني في شهر ذي الحجة المقبل صدرت الموافقة الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) على رعاية الملتقى الأول للآثار الوطنية في المملكة، والذي سيقام في النصف الثاني من شهر ذي الحجة من العام الجاري بإذن الله تعالى، في مدينة الرياض، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تحت مظلة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة)، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، ووزارات “الشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والتعليم”، وعدد من مؤسسات الدولة ذوات العلاقة. ورفع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تقديره وكافة منسوبي الهيئة والجهات المشاركة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) على تفضله بالموافقة على رعاية الملتقى المقر من الدولة في 28/5/1438هـ، والتي تأتي في إطار الدعم والاهتمام الذي يوليه أيده الله لكافة الجهود المتعلقة بالتراث الوطني بشتى مجالاته. وأكد سموه أن الهيئة تعمل بتوجيهاته الكريمة على رفع الوعي بالإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، وربط المواطنين بتاريخ وطنهم الذي كان منطلقاً لعدد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة التي توجها الإسلام العظيم، وتعريفهم بهذا الغنى الحضاري وتعزيز روح الانتماء، وهو ما تمثله أهداف الملتقى. وأكد سموه على أن الهيئة حريصة على أن تستلهم جوانب تميز هذا الوطن العظيم وحضاراته وقيم مواطنيه في كل المؤتمرات والملتقيات والفعاليات التي تنظمها. وقال: “إننا نستهدف بأنشطتنا في الآثار ومجالات التراث التي تشرف عليها الهيئة – مثلما هو الحال في أنشطة السياحة- نستهدف تعزيز قيمنا المتمثل في ديننا العظيم و تعاليمه السمحة، وموروثنا وثقافتنا التي توافق عليها المجتمع، وتمسكنا باحترام ثوابتنا وجذورنا في وطننا التي هي القيم الأساس التي نعتمد عليها ونعتز بها، وهي أعلى وأثمن ما في الوجود، والتعالي عليها والاحتقار لكل ما هو وطني أصيل أو تاريخي هو نوع مقيت من الجهل الذي يرفضه العقلاء جميعاً ، محافظة على أعز مكونات بلادنا وسر التئام شملها ولحمة أهلها وقيادتها، وما توافق عليه أهلها في الماضي واختاروه لبقائهم في المستقبل، وهذه هي النظرة التي تعلمناها من سيرة المؤسس رحمه الله وأبنائه ملوك المملكة من بعده، والتي تواصلت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بين عبد العزيز الذي لا يجادل أحد على أنه رمز للأصالة والحفاظ على الهوية، كما أنه رمز للتقدم والتحديث مع الالتزام بالقيم، وهو ما يؤكده – أيده الله – في كل مسؤولية قادها وكل مرحلة تولى أمرها، وهذا الملتقى يستهدف الاستنارة بهذا النهج وتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين لإبراز ما تزخر به بلادنا من غنى في الآثار وفي القيم وتعريف المواطنين به”. ولفت إلى أن الوحدة الوطنية لهذه البلاد تأسست على منظومة من القيم الإسلامية والأخلاقية، وعلى ترابط المواطنين المستمر بعقد تاريخي أساسه الإسلام والاحترام والقيم الراسخة الموروثة. وأضاف: “نعي تماما أننا نعيش على أرض شرفها الله بخدمة الحرمين والإسلام والمسلمين، واهتمامنا بالتاريخ والتراث الحضاري هو لتعزيز معرفة المواطنين وخاصة الشباب منهم بمن هم، وإلى أي أرض ينتمون، وما عليهم من مسئوليات في مستقبلهم للتطوير والتحديث، بالتزامن والتوافق التام مع مسئوليتنا نحو هذا الوطن ومكانته وتاريخه العظيم”. وأبان أن الهيئة بدأت الاستعداد لهذا الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في المملكة وأحد أكبر الملتقيات المتخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، من خلال لجان تحضيرية من الجهات المشاركة، لافتا إلى مشاركة علماء آثار ومتخصصين من عدد كبير من دول العالم، في هذا الملتقى الذي سيشهد توثيقاً لإسهامات جيل الرواد من أفراد ومؤسسات و حلقات نقاش مع أهم المتخصصين السعوديين في هذا المجال، عددا من الجلسات العمل وورش العمل والمعارض المتخصصة، إضافة إلى إطلاق مبادرات ومشاريع متزامنة في مجال الآثار.
مشاركة :