قصة عملية «المظروف المعتم»: نفذها مصري لصالح «الموساد» وصدر حكمًا بإعدامه

  • 3/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل هزيمة الجيش المصري في يونيو 1967 بدأ الجانب الإسرائيلي في اللجوء إلى بخ سموم جواسيسه داخل المحروسة للإلمام بكافة المعلومات العسكرية وغيرها، واحتمالات شن هجمات عليهم من عدمها، وذلك بتجنيد الشباب المصري لصالح جهاز الموساد. في عام 1968 توجه الصحفي المصري منير عبدالغني إلى العاصمة الإيطالية روما، وهناك تعرف على إحدى الفتيات المنتميات للموساد لإسرائيلي في ملهى ليلي دون أن تخبره بحقيقتها، واصطحبته إلى منزلها وقضى سويًا 3 أيام. وخلال تلك الفترة تمكنت الفتاة من معرفة تفاصيل عدة عن حياته في مصر، حسب ما دوّنه اللواء عادل شاهين وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق في كتابه «المخابرات العامة المصرية»، والمنشور جزء منه بموقع «المجموعة 73 مؤرخين». ومن ضمن ما أفضى به «عبدالغني» للفتاة هو اضطهاد رئيسه في أحد الصحف له، وهو ما ساهم في عمله كمراسل متجول، وبناءً على ذلك قدمته إلى صديق لها يُدعى «دري مان»، وذلك حسب ترتيب لها مع الموساد. وتعرف «عبدالغني» على «دري مان» بصفته المزعومة كصحفي له شان في أحد المجلات الإيطالية المهتمة بالنشاط السياسي ومناطق التوتر، وخاصه إسرائيل وجيرانها العرب ومصر، وهي المنطقة المرشحة لحروب دائمة ومستمرة حسب زعم الأخير. وفي لقاء آخر قال «دري مان» لـ«عبدالغني» إنه يريد أن يقدمه لصديق له يعمل في منظمة عالمية مختصة بمتابعة آثار الحروب وانعكاسها على المدنيين، موضحًا أن ذلك التعاون به مقابل مادي ثابت شهريًا، وهو ما لقي استحسان الأول. وبالفعل كان اللقاء الأول بين «عبدالغني» وصديق «دري مان» بمقهى «جروسو» في روما، وتطرق حديثهما إلى المشكلات التي تواجهها مصر بعد هزيمة يونيو 67، وخاصةً آثارها في كل المجالات وعلى نفوس المصريين. وفي نهاية اللقاء أخبر صديق «دري مان» منير عبدالغني بأن اسمه الحقيقي «إسحاق رامينا» وينتمي لجهاز الموساد، وسيدفع له 300 دولار كراتب شهري، وهو ما لقي قبولًا من الصحفي المصري. ودرب الموساد «عبدالغني» على وسيلة جديدة لتبادل الرسائل، وكانت مهمته «التقاط صور ثم يضع الأفلام الخاصة بها دون تحميض في مظروف معتم أخذه من الجهاز المخابراتي، بعدها يحضر إلى روما ويسلم المظروف المعتم وبه الأفلام المصورة، ويستلم مكانة مظروفًا آخر». وكان غرض تلك الحركة حسب رواية اللواء عادل شاهين هي أنه في حال فتح المظروف وتعرضه للضوء فإن الأفلام تتلف على الفور، ومن ثم تحمل في طياتها تأمين لـ«عبدالغني»، والذي لو ألقت السلطات القبض عليه تضيع أدلة إدانته كجاسوس، ويعيد فعلته من جديد بعدها. في تلك الفترة كانت المخابرات المصرية تابعت تحركات «عبدالغني» في مصر، ورصدت تواجده الدائم في مدن القناة وتصويره تنقلات القوات المسلحة ولشركات المقاولات المدنية التي تزيد من ارتفاع الساتر الترابي للضفة الغربية لقناة السويس، ولنقاط المراقبة التي كانت تقع فوق الأشجار العالية أو التباب المرتفعة. ومع المتابعة الدائمة للمخابرات المصرية لـ«عبدالغني» أيقن المسؤولون ضرورة ضبطه متلبسًا وهو يحمل المظروف المعتم، وهو ما حدث في 28 نوفمبر 1968، بإلقائهم القبض عليه بمطار القاهره الدولي، وهو يهم للصعود إلى الطائرة المتجهة إلى روما. وبالفعل كان «عبدالغني» متلبسًا بحيازة صورًا لمعدات وأسلحة وأنشطة أخرى تُجرب غرب قناة السويس، استعدادًا لحرب قريبة مع إسرائيل لتحرير سيناء المحتلة آنذاك. وقدمت السلطان منير عبدالغني إلى المحاكمة، وصدر قرارًا بإعدامه شنقًا في عام 1969، لتخابره مع جهاز الموساد الإسرائيلي.

مشاركة :