واصل الجنيه المصري الهبوط اليوم الاثنين، مع تنامي الطلب من المستوردين على الدولار قبل شهر رمضان الذي عادة ما يزيد فيه استهلاك المواد الغذائية.ومن المتوقع أن يبدأ شهر رمضان في مايو من هذا العام، وعادة ما يشتري المصريون كميات كبيرة من المواد الغذائية المتنوعة وسلع أخرى خلال الشهر.وتبيع البنوك الدولار بسعر يتراوح بين 16.9 و16.85 جنيه مقارنة مع مستوى يتراوح بين 16.1 و16.2 جنيه الأسبوع الماضي.وقال مصرفي يعمل من القاهرة: “الآن هو التوقيت الذي يقوم فيه المستوردون بالاتفاق على طلبات الشراء لشهر رمضان لذا ارتفع الدولار على مدى الأسبوعين الماضيين” مضيفا أن الطلب على الدولار بدأ يتزايد مرة أخرى في البنوك.وتخلى البنك المركزي المصري عن ربط الجنيه بالدولار عند مستوى 8.8 جنيه للدولار في الثالث من نوفمبر، آملا في أن يجذب تدفقات أجنبية وعودة المستثمرين الأجانب الذين عزفوا عن البلاد بعد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك.وأدى تحرير سعر الصرف إلى انخفاض قيمة الجنيه بواقع النصف تقريبا ليصل الدولار إلى قرابة 20 جنيها بحلول ديسمبر.لكن الجنيه ارتفع منذ ذلك الحين ليبلغ ما يقل قليلا عن 16 جنيها للدولار بفبراير في ضوء تراجع الطلب على الدولار من أجل الاستيراد.وتراجع طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، عن تصريحاته السابقة بشأن انخفاض سعر الدولار لـ 4 جنيهات، مبررا ذلك بقوله: «حديثي عن الدولار بـ 4 جنيهات، كانت نكتة، والشعب المصري بيحب النكتة، لكن المرة دي بيحبوا ياخدوا اللي على كيفهم ويحولوه لـ.. ما يصحش» على حد قوله.وقال "عامر" في تصريحات سابقة له بأحد البرامج المصرية: «واجهنا الواقع وهنخرج كسبانين، ولماذا يكون هناك أزمة ثقة، ما الشركات بتشتغل وتكسب، هو أنا لازم أجيب موبايلات من برة بـ2 مليار دولار علشان الشعب يبقى مبسوط.. هو أنا لازم أشتري الأكل بتاعي كله من برة، إحنا عملنا تغيير في هيكل السياسة النقدية علشان نشجع المنتج المحلي، إحنا لا يمكن أن نتحول إلى سوق عشوائي لكل منتجات العالم».ومنذ تعويم الجنيه ظهرت بعض الأزمات المرتبطة بأسعار السلع وتوفرها في مصر، أبرزها نقص عدد كبير من الأدوية في الصيدليات، بما في ذلك أدوية علاج أمراض السرطان، إضافة إلى أدوية أساسية مثل الأنسولين والتيتانوس. وارتهن مستوى معيشة المصريين بقيمة الدولار، حيث جاء بعد القفزات الكُبرى التي حققها مقابل الجنيه المصري، والتي انعكست بدورها على موجة غلاء في أسعار السلع الأساسية، دفعت بالطبقات الوسطى للخروج عن صمتها.م.ن;
مشاركة :