ليست "آجيبايتشي شالا" مدرسة بالمفهوم التقليدي في الهند؛ فطالبات "مدرسة الجدات" التي تقع في قرية فانجين هن نساء كبيرات في السن، يحصلن على فرصة لتعلم القراءة. وقالت كامال كشافتوبانجي (60 عاماً) بينما كانت تغسل الملابس أمام منزلها في القرية التي تبعد 120 كيلومتراً شرق مومباي: "أحب الذهاب للمدرسة". وارتفعت نسبة محو الأمية في الهند إلى 74% خلال السنوات العشر حتى عام 2011، وفقاً لأحدث تعداد للسكان، لكن أمية الإناث ما زالت أكبر بكثير من الأمية بين الذكور. وأظهر التعداد الذي يعود لعام 2011 أن نحو 65% من النساء متعلمات مقارنة بنسبة 82% بين الرجال. وقال خبراء وباحثون في مجال التعليم، إن مواقف من النساء عفا عليها الزمن، مثل تفضيل الأطفال الذكور وزواج الأطفال، من الأسباب الرئيسية لانخفاض نسبة التعليم بين الإناث. وفي مدرسة "آجيبايتشي"، المكونة من غرفة واحد، تقام فصول دراسية مسائية 6 أيام في الأسبوع ومدة الفصل ساعتان. وتم اختيار توقيت الدروس ليتناسب مع موعد انتهاء النساء من مهامهن اليومية أو عملهن في الحقول. ومن بين شروط القبول في المدرسة، ألا يكون عمر الطالبة أقل من 60 عاماً. وقالت طالبة تدعى كشافتوبانجي: "تؤلمني ركبتاي، لذا لا يمكنني الجلوس على الأرض فترة طويلة. هذه هي المشكلة الوحيدة، لكنني ما زلت أذهب كل يوم". وتسير الطالبات في زيهن المدرسي الموحد، وهو عبارة عن ساري وردي اللون، بعد ظهر كل يوم عبر طرق ترابية بالقرية حتى يذهبن لحضور دروسهن. وقالت دروبادا باندور انجكيدار (70 عاماً) "أنتهي أولاً من عملي المنزلي ثم أذهب إلى المدرسة. من الجيد أن لدينا مثل هذا الأمر في قريتنا"، فيما تدرس حفيدتها البالغة من العمر 8 سنوات في المدرسة الابتدائية الحكومية بالقرية. وتبدأ النسوة الدراسة بأداء الصلاة ثم ينهمكن في دروسهن ويتدربن على الكتابة على ألواح الأردواز. وتستخدم المدرسة وسائل تعليمية مساعدة، مثل كتابة الحروف الأبجدية على قراميد؛ حتى يتسنى لضعيفات البصر قراءتها. وقالت شيتال براكاش موري، وهي معلمة في المدرسة تبلغ من العمر 30 عاماً، إنها تنشد حصول كل النسوة في القرى الأخرى على فرصة مماثلة للتعليم. وأضافت: "تدرس كل المعلمات الأخريات للأطفال. أنا الوحيدة التي أتيحت لي فرصة التدريس للكبيرات في السن. إنها فرصة رائعة وأنا سعيدة للتدريس لهن".
مشاركة :