سعاد الصباح.. من حملة مشاعل التنوير

  • 3/7/2017
  • 00:00
  • 65
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت الساحة الثقافية في الكويت حدثا متميزا في مناسبة الاحتفال بالأعياد الوطنية، وهو إهداء الشيخة الدكتورة سعاد الصباح لمجموعة من إصداراتها ومقتنياتها الخاصة وكتب مكتبتها للملتقى الإعلامي العربي في بيت العثمان، لإنشاء مكتبتها الخاصة، هذا الملتقى الذي يمارس نشاطا إعلاميا متميزا باسم الكويت، ويشرف عليه الزميل الإعلامي النشيط ماضي الخميس. القيمة الكبرى لمبادرة سعاد الصباح هي إعادة الاعتبار للكتاب والمكتبة المقدمة الأولى للمعرفة، في وقت سطوة أدوات التواصل الاجتماعي على قارئ الكتاب. وتأتي هذه المبادرة الطيبة لإعطاء القدوة والمثل على مشاركة النخبة والشخصيات العامة والمؤسسات الأهلية في عمليات التنوير والتنمية الثقافية والانتصار للمستقبل القائم على المعلومات والمعرفة. مبادرة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح تستحق الاحتفاء بما يليق بها، والاقتداء بها في مختلف المواقع، حتى لا يظل الكتاب حبيس جدران منزل صاحبه أو ورثته من بعده إذا لم تباع الكتب بالكيلو من قبل من لا يعرف قيمتها. وعطاءات الشاعرة المتعددة تجعلها أحد حملة مشاعل التنوير في بلادنا العربية، فدار سعاد الصباح، التي أنشأتها عام 1988 بهدف رعاية الإبداع العربي في كل مكان، ما زالت تقوم بهذا الدور بداية بنشر أمهات الكتب أو إعادة النشر، مثلما حدث مع مجلة الرسالة التي توقفت عام 1953 للكاتب الكبير محمد حسن الزيات، وبلغت أعدادها ما يربو على ألف عدد، كما تولي الدار اهتماماً خاصاً بإبدعات الشباب من خلال مسابقة الشيخ عبدالله المبارك الصباح، كما تولي الدار أيضا الاهتمام بتكريم الرواد في المجالات المختلفة، مثل الاحتفاء بشخصيات رائدة، مثل الدكتور ثروت عكاشة صاحب الفضل في إنقاذ آثار النوبة، والاستاذ عبدالعزيز حسين رائد التنوير ومؤسس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والفلكي الكبير محمد العجيري. كما ساهمت الشاعرة الكبيرة في إعادة بناء وتشييد مسرح رابطة الأدباء، باعتباره أحد مراكز النشاط الثقافي الرئيسية في البلاد، كجزء من رسالة الكويت في دعم التنمية الثقافية العربية. وخلال الغزو الغاشم عام 90 ــ 91 قامت بإنشاء إذاعة خاصة في لندن للدفاع عن قضايا الكويت العادلة، وفضح ممارسات القوات الغازية، وكان للإذاعة تأثير كبير في أوروبا. ولسعاد الصباح دور آخر لا يقل أهمية في دعم حركة حقوق الإنسان العربية، منذ أن ذهبت مع الآباء المؤسسين إلى قبرص عام 1983 لإنشاء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومنذ ذلك التاريخ تشكل سعاد الصباح والراحل جاسم القطامي، مع شخصيات أخرى، الداعم الأكبر لاستمرار المنظمة في أداء رسالتها باستقلالية كبيرة بعيدا عن الضغوط الخارجية. محمود حربي

مشاركة :