أكدت المملكة العربية السعودية أن مفهوم التطرف الذي تطرق إليه تقرير المقررة الخاصة المعنية بالحقوق الثقافية لا يقتصر على منطقة بعينها أو جنسية أو عقيدة، إنما هو آفة تعانيها المجتمعات الإنسانية. جاء ذلك في كلمة السعودية أمام مجلس حقوق الإنسان الذي عُقد في جنيف اليوم، ألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المقر الأوروبي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، الدكتور عبدالعزيز بن محمد الواصل. وأوضح السفير الواصل أن الإرهاب يشكل تهديدًا شرسًا ومستمرًّا للشعوب في عدد من دول العالم، وهو التهديد الذي يُمارَس من قِبل أفراد وجماعات تحت مبررات وذرائع لا وجود لها إلا في عقولهم الفاسدة. مبينًا أن السعودية انتهجت استراتيجية لمكافحة التطرف بمحاربة الفكر بالفكر على جميع الصعد والساحات. وحول تقرير المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب أكد الواصل حرص المملكة العربية السعودية على تجسيد كل ما تتمسك به من قيم التسامح والإخاء والعدالة، والدعوة إلى الحوار ونبذ التطرف والعنف ومحاربة الإرهاب.. مشيرًا إلى الدور الفعّال والمؤثر الذي قامت به السعودية للتصدي لظاهرة الإرهاب من خلال اتخاذ العديد من التدابير اللازمة، منها المواجهة الأمنية والفكرية، مع أهمية التقيد بحماية وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان. وأضاف بأن من هذه التدابير إعلان السعودية التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، الذي يهدف إلى محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيًّا كان مذهبه وتسميته، وتنسيق الجهود كافة لمجابهة التوجهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية. وبيّن أن السعودية تشارك في كل جهد دولي يسعى إلى محاربة ومكافحة الإرهاب. وقد ترجمت هذه السياسة في ظل التعاون مع الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن السعودية استقبلت أواخر شهر نوفمبر 2016م المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، وذلك في زيارة تشاورية، زار خلالها عددًا من الجهات الحكومية ذات العلاقة، والتقى عددًا من كبار المسؤولين في الدولة. وأكد السفير الواصل أن تسلُّم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ميدالية (جورج تينت)، التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) للعمل الاستخباراتي المتميز في مجال مكافحة الإرهاب، يُعدُّ اعترافًا بدور الأمن السعودي، وثمرة لجهود قيادة السعودية في تعزيز العمل الأمني والاستخباراتي، والتصدي للإرهاب عبر الدراسات والبحوث المتخصصة والتدريبات العالية والمكثفة، التي كان من أبرز ثمارها فكرة تأسيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، الذي يُعدُّ مؤسسة إصلاحية مختصة بعمليات المعالجة الفكرية للمتطرفين من خلال مجموعة من البرامج التي يقوم عليها نخبة من أصحاب العلم والخبرة في التخصصات العلمية المتنوعة، إضافة إلى الضمانات القضائية التي تكفلها النظام أثناء إجراءات المحاكمة للمتهمين في قضايا الإرهاب.
مشاركة :