المعارك العسكرية في شرق اوكرانيا إن هدأت، لكن النزاع الذي بدأ في نيسان/ابريل عام 2014 لا يتوقف. الكسندر هاغ نائب رئيس بعثة المراقبة الخاصة لمنظمة الامن والتعاون الاوروبية في اوكرانيا، كان في تلك المنطقة وتحديداً في دونباس للاطلاع على ما يجري. وقال “الاكيد هو ان عناصر الغضب ما تزال حاضرة. الاسلحة الثقيلة ما تزال موجودة لدى الطرفين، ومواقعهما قريبة جداً. التصعيد الذي شهدناه نهاية كانون الثاني/يناير مطلع شباط/فبراير حاضر في اي وقت”. رغم اعلان اتفاقي هدنة متتاليين، لكن طرفي النزاع اي الجيش الاوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا لم يسحبا اسلحتهما الثقيلة طبقاً لاتفاقيات مينسك للسلام. مراسل “يورونيوز” الذي كان في دونباس حيث يسيطر الانفصاليون سأل هاغ “اليوم مع مجيء فصل الربيع، الا ترون ان الوضع بدأ يهدأ ام انه يزداد سؤاً؟” فأجاب نائب رئيس البعثة “المدنيون، اليوم وللشتاء الثالث على التوالي يعانون من هذا النزاع. غالبية هؤلاء الضحايا اما اصيبوا واما قتلوا بالشظايا هذا يعني ان الاسلحة لا يجب ان تكون موجودة، كان يجب سحبها، لقد حان الوقت الآن ان يوافق الطرفان على سحب هذه الاسلحة والانسحاب من خطوط التماس وهكذا يمكن للمدنيين ان يعودوا الى حياتهم الطبيعية”. الانفصاليون في جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين اللتين لم تعترف بها اية دولة سوى روسيا، فرضوا على المدنيين اوراقاً رسمية ثبوتية خاصة بهم. وعما إن تلقت البعثة الشكاوى من المدنيين في هذا الجزء من العالم لانهم لا يمكنهم الحصول على جوازات سفر اوكرانية او شهادات ميلاد او شهادات دراسية وانما اوراق خاصة بهاتين الجمهوريتين، رد هاغ “نحن مدركون تعقيدات هذه الامور، على اية حال غالبية الشكاوى تتعلق بالقتال الدائر، معظم السكان المدنيين الذين التقيناهم في الشوارع والقرى، قالوا لنا امراً واحداً وهو ان هذا النزاع يجب ان ينتهي، كي يمكنكم العودة الى حياتهم الطبيعية، الى مدارسهم واعمالهم ويعبروا خطوط التماس غير الموجودة في اذهانهم، إنها في الواقع موجودة فقط على الارض”.
مشاركة :