تخطو الخطوط السعوديَّة خطواتها بتطوّر مستمر لتحقيق رؤية ،٢٠٣٠ بخططها الإستراتيجيَّة والتشغيليَّة، رغم ما تواجه من انتقادات غير منصفة في كثير من الأحيان، من بعض أعضاء مجلس الشورى، وبعض كُتَّاب الرأي، جازمًا أنَّ حريَّة الرأي حقٌّ للجميع، ولكن من الأفضل، وما تستلزمه الموضوعيَّة أن تكون تلك الانتقادات مدعومةً بمعلومات ذات مصداقيَّة وواقعيَّة لتحقيق المصلحة العامَّة، التي يتمنَّاها الجميع، وليست لتحقيقالشعبيَّة، والشهرة، وحب الظهور لدى البعض.ولعلَّه ممَّا يقع فيهكثيرون من أولئك، هو مسارعتهم إلى مقارنتها -على سبيل المثال - بالخطوط الإماراتيَّة، والقطرية، وغيرهما، متجاهلين -سواء كانوا مدركين أم غيرمدركين- بأنَّ الخطوط القطريَّة، أو الإماراتيَّة مدعومتان من الدولة، وأنَّ أسطولهما الجوي تمَّ شراؤه من قِبل الدولة، وما يتبعهما من منشآت، ناهيك بأنَّ تلك الخطوط خطوطٌ دوليَّةٌ، لا رحلات داخليَّة لديها، أمَّا خطوطنا السعوديَّة، فأسطولها الجوي، وما حواه من طائرات حديثة آنيًّا، وما سيحتويه من طائرات مستقبلاً، إنَّما تمَّ شراؤه عن طريق تمويل (قروض بنكيَّة) يتمُّ سدادها من واردات المؤسَّسة، ناهيك عن تغطيتها لما يقارب من ٢٤ محطة داخليَّة بأسعار منخفضة، هذا بخلاف تلك التركة الثقيلة التي ورثتها الخطوط منذ أن تولَّى المهندس خالد الملحم إدارتها، فالبُنى الأساسيَّة لجميع المطارات لا تساعد على التطوير أو التحديث، كذلك انعدام البُنى التقنيَّة للخطوط، أيضًا انتهاء العمر الافتراضي لطائرات الـ md90، وقفل مصانعها، واقتراب انتهاء العمر الافتراضي لطائرات الـ٧٤٧. كذلك ضخامة عدد موظَّفي الخطوط وفقًا للحاجة الحقيقيَّة، وضعف التأهيل والتدريب لدى الغالبيَّة، وتوقُّف الدعم السنوي من قِبل الدولة والبالغ مليار ريال تقريبًا. ورغم تلك التركة الثقيلة التي ذكرتها آنفًا، إلاَّ أنَّ إدارة خالد الملحم تمكَّنت من إحداث نقلة كبيرة، اعترف بها الجميع، تمثَّلت في تحديث للأسطول الجوي، والبُنى التقنيَّة، والتأهيل والتدريب والتخصيص،وغيرها ممَّا لا يسع المقال لذكره، وآنيًّا -وبكلِّ أمانة ومصداقيَّة وواقعيَّة لكلِّ متابع حصيف منصف- فإنَّ التطوير والتحديث ما زال مستمرًا، وبنمو بقيادة الشاب المهندس صالح الجاسر، صاحب السيرة العطرة، والأداء المتميِّز، فقد عمل على الاعتماد على الشباب السعودي المؤهل، والتدريب المستمر، والاستعانة ببعض الاستشارات الأجنبيَّة ذات التأهيل والخبرة العمليَّة والمهنيَّة العالية، والسير بخطط مدروسة، ومثل هذه المعطيات مؤشِّرات جيدة للتفاؤل والأمل، كما أنَّ خطط الخصخصة مستمرة بخطى حثيثة، حيث تمَّ طرح شركتين في الخطوط هما: شركة التموين، وشركة الخدمات الأرضيَّة، وهما من الشركات الجيِّدة في السوق، ومركزهما المالي جيِّد، وثمَّة ثلاث شركات سيتمُّ طرحها في سوق الأسهم بعد اكتمال متطلَّبات التخصيص، وهي: الشحن، وهندسة وصيانة الطائرات، والطيران الخاص. كما تمَّ الإعلان عن الخطط الإستراتيجيَّة الخمسيَّة ٢٠١٥-٢٠٢٠ وبرنامج التحوُّل والتغيُّر الهادف إلى زيادة الأسطول، ورفع عدد الطائرات من ١٢٠ طائرة حاليًّا، إلى ٢٠٠ طائرة في عام ٢٠٢٠، حيث بدأ وصول الطائرات، وزيادة السعة المقعديَّة للرحلات الداخليَّة، إلى جانب الوصول إلى محطات دوليَّة جديدة، ناهيك عن زيادة الإيرادات الماليَّة من الأنشطة المكمِّلة لعمل المؤسَّسة، والاهتمام بالعنصر الوطني البشري، كلذلك يبعث إلى التفاؤل والأمل بمستقبل واعد.والآن.. فهل منالمنطق أنْ نتجاهلَ هذه الإنجازات، ليبحث صحفيُّونا وإعلامُنا عن تأخُّر رحلة، أو خطأ يسير في حجز مسافر، أو معاملة موظَّف، أو تأخُّر حقيبة؟ كلُّ ذلك يُؤخذ من المؤكَّد في عين الاعتبار، ويحدث في جميع شركات الطيران -دون استثناء- لكن يجب في المقابل الإشادة بالإنجازات، والعمل الكبير المبذول. ولعلِّي أختمُ، ومن باب التنبيه، إلى حال سكن المضيفات، فقد أصبح لا يليق إطلاقًا. بانتظار مطاراتنا الجديدة ليرى الجميع التطوير والتحديث.
مشاركة :