يشتهر المصريون بأطباق معينة أبرزها الفول المدمس الذي يعد وجبة فطور أساسية لديهم، وهو انتقل مع طقوس خاصة به من جيل إلى آخر. وكان تناول الطعام مباشرة من عربة الفول (عربة خشب بسيطة مفرغة من المنتصف تضم القَدْر الذي يعد فيه الفول وأسفله شعلة من النار، أما جانباها فبمثابة طاولة يلتف حولها مرتادو العربة للأكل) أشهر تلك الطقوس التي لم ترتبط بطبقة اجتماعية معينة، فحتى المشاهير تناولوا الفطور حولها وجمعتهم قصص بها. منذ العام 1988، يقف أحد أقدم مالكي عربات الفول سعد محمد إمبابي (53 سنة)، الشهير بـ «سعد الحرامي»، بعربته ليبيع الفول المدمس عند تقاطع شارع شامبليون مع شارع محمود بسيوني قرب ميدان التحرير في وسط القاهرة. ولا تتميز العربة فقط بزبائنها من الفنانين (المخرج خالد يوسف، وفرقة وسط البلد، والفنان خالد الصاوي...) الذين ذكرهم إمبابي من دون أن ينسى الراحلين خالد صالح وعلاء ولي الدين، بل العبارة التي تزينها «يا ناس يا عسل الحج سعد الحرامي وصل»، والتي ترتبط بموقف حدث له مع الفنان الراحل فريد شوقي. عن ذلك يقول إمبابي: «ذات مساء عام 1979 كنت ألعب الدومينو في أحد المقاهي مع صديق يعمل في تصميم ملصقات الأفلام، وإذا بالفنان فريد شوقي والمخرج حسن الإمام وأحد المنتجين يأتون إلينا للسؤال عن ملصق فيلمهم الجديد، وعندما علم شوقي من صديقي أنني أغش في الدومينو قال لي «إنت عيّل بروم ولبط». وقال لصديقي ساخراً «ده يكسبك انت؟!» فرد صديقي «بيسرق يا ريس ويكسبك انت كمان بالسرقة»، فقبل شوقي التحدي، وراهن على أنني لن أستطيع هزيمته، ولو حدث لدفع ثمن عشائنا. وبالفعل لعب معي وهزمته، وقال لي بعدما هزمته «عايز أعرف انت سرقتني ازاي؟!» فقلت له، وطلب من صديقي أن يكتب على عربة الفول أنني حرامي. وفي صباح اليوم التالي، فوجئت بصديقي ينفّذ ما طلبه منه شوقي وكتب على عربة الفول العبارة الشهيرة». يعمل سعد منذ كان في الخامسة عشرة على عربته التي ذاع صيتها إلى درجة أن منتجين جسدوا شخصيته في مسلسلات وأفلام ومسرحيات، منها مسرحية «وسط البلد».
مشاركة :