قطعت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم (الإثنين) بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن طريق الإمداد الرئيس لمقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بين الرقة أبرز معاقلهم في سورية ومدينة دير الزور شرقاً، في إطار عملية عسكرية مستمرة منذ أشهر. يأتي ذلك في وقت أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني استضافة الاتحاد في الخامس من نيسان (أبريل) في بروكسيل مؤتمراً دولياً تشارك الأمم المتحدة في ترؤسه لعرض ملف المساعدات لسورية. وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي في بروكسيل إن المؤتمر «سيدعم السوريين داخل سورية وفي الدول المجاورة وسيشجع بقوة عملية (المفاوضات) برعاية الأمم المتحدة». وأضافت أن المؤتمر«سيجري تقييماً للظروف الاقليمية التي يمكن في اطارها تقديم المساعدة بعد انتهاء النزاع». ويقاتل «داعش» جهات عدة على جبهات مختلفة في شمال سورية. وبالإضافة إلى «قوات سورية الديموقراطية» وهي تحالف فصائل عربية وكردية، تقاتل قوات النظام السوري منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي المتطرفين في ريف حلب الشرقي. وأفاد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن بـ«تمكن قوات سورية الديموقراطية من قطع طريق الامداد الرئيس لداعش بين الرقة ودير الزور الواقعة تحت سيطرته شرقاَ بغطاء جوي من التحالف الدولي». ولا تزال هناك طرق اخرى فرعية يمكن للتنظيم استخدامها الا انها مرصودة من قبل طائرات التحالف، وفق عبد الرحمن. وأكد قيادي في «قوات سورية الديموقراطية» من جهته «قطع الطريق الاستراتيجي صباح اليوم»، موضحاً أن «هذا انتصار كبير لقواتنا من شأنه زيادة الحصار» على التنظيم المتطرف. ويسيطر المتطرفون منذ العام 2014 على الرقة وعلى كامل محافظة دير الزور النفطية باستثناء أجزاء من مركز المحافظة والمطار العسكري القريب منها. ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بدأت «قوات قوات سورية الديموقراطية» هجوماَ واسعاَ في محافظة الرقة بغطاء جوي من التحالف الدولي، وتمكنت من إحراز تقدم نحو مدينة الرقة من ثلاث جهات الشمالية والغربية والشرقية. وتبعد اقرب نقطة توجد فيها على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرقي الرقة. ومع اقتراب المعارك من معقل التنظيم في سورية يشدد «داعش» من قواعده الصارمة في مدينة الرقة. وقال ناشطٌ في حملة «الرقة تذبح بصمت» إن «هناك حال استنفار في المدينة»، مشيراً إلى الزيادة الكبيرة في عدد الحواجز الأمنية والاعتقالات الواسعة. وتابع أن «غالبية الأشخاص المعتقلين يتم إعدامهم». ويغذي التنظيم المتطرف منذ سيطرته على الرقة الشعور بالرعب بين الناس من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها على كل من يخالف احكامه او يعارضه. وفرض التنظيم خلال الفترة الأخيرة «الزي الأفغاني» على سكان الرقة، بحسب «المرصد السوري» وحملة «الرقة تذبح بصمت». وبحسب عبد الرحمن، فان الهدف من «الزي الأفغاني» أن لا «يتمكن المخبرين من التفريق بين مقاتل ومدني اثناء اعطاء الاحداثيات لطائرات التحالف» أو في حال تقدم خصوم التنظيم اكثر باتجاه المدينة. ويتوافد الى مدينة الرقة حالياً أفراد عائلات مقاتلين وكذلك مدنيون يفرون من المعارك العنيفة بين الجيش السوري والتنظيم في ريف حلب الشرقي. وافاد المرصد ان «الآلاف من عائلات المدنيين حاولوا الوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، ترافقهم نحو 120 عائلة لمقاتلين وقياديين في صفوف التنظيم». وأوضح ان التنظيم «سمح فقط لعائلات المقاتلين بالعبور عبر منحهم تصريح خاص، ثم نقلهم إثر ذلك عبر قوارب الى شرق الفرات» حيث مدينة الرقة. ودفعت المعارك على اكثر من جبهة في ريف حلب الشرقي عشرات الآلاف من المدنيين الى الفرار نحو مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» في مدينة منبج وريفها. من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم لقناة «الخبر» التلفزيونية إن تركيا ستسمح لعائلة طيار في القوات الجوية السورية تحطمت طائرته على أراضي تركيا بزيارته في المستشفى الذي يعالج به. وقال يلدريم «هذه مسألة إنسانية. سيمنح إذن (بالزيارة)»، مضيفاً أنه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق في سبب التحطم. وقفز الطيار وهو في السادسة والخمسين من العمر من طائرته من الطراز «ميغ 23» حين سقطت بمنطقة خطاي في تركيا وعثر عليه فريق إنقاذ تركي. وفي شهادته الأولى أمام السلطات التركية قال إن طائرته تعرضت إلى إطلاق نار وهو في طريقه لقصف مناطق ريفية قرب إدلب شمال سورية.
مشاركة :