عبدالله القواسمة (أبوظبي) ركز محسن صالح المحلل الفني رؤيته للحالة الفنية الأبرز التي شهدتها «الجولة 20» لدوري الخليج العربي، على مباراة الأهلي والجزيرة التي صبت في مصلحة «الفرسان» 2-1، وتخللها تفوق واضح للمدير الفني الروماني كوزمين على الهولندي تين كات في العديد من النواحي. وقال: لم يكن كوزمين بمفرده وراء فوز «الأحمر»، لأن تين كات في المقابل له دور بارز في خسارة «فخر أبوظبي»، وإهداره فرصة توسيع الفارق مع المطاردين، بسبب التشكيلة التي لعب بها، والخطط التي انتهجها أمام الأهلي. وأضاف: كوزمين تحلى بالشجاعة، باعتماده الأسلوب الهجومي، وبتغييراته الجريئة، وليس كما يقول المثل العربي «مكره أخاك لا بطل»، فهو سعى لتحقيق الفوز، وتقليص الفارق إلى ست نقاط، إذ اعتدنا منه هذا النهج، منذ أن كان مدرباً للعين، حيث كان وما يزال مغامراً وواثقاً من قدراته وإمكانيات لاعبيه، ولم يتراجع يوماً للدفاع، خوفاً من الخسارة، مثلما فعل تين كات مع الجزيرة في المباراة، عندما وضع علي مبخوت بمفرده في المقدمة، ليدفع ببقية اللاعبين إلى وسط الملعب. وقال محسن صالح: من شاهد اللقاء يعتقد للوهلة الأولى أنه يجمع بين فريق متصدر وهو الأهلي، وآخر يحاول الخروج بنقطة التعادل التي تعينه على عدم الهبوط، وهو الجزيرة، إذ لم يخض اللقاء بوصفه الفريق المتصدر، أو المرشح الأول للفوز باللقب، وأن الطريقة التي طبقها تين كات قللت كثيراً من مكانة الجزيرة وأظهرته فريقاً ضعيفاً لا حول له ولا قوة، وللمرة الأولى منذ بداية البطولة نشاهد الجزيرة متراجعاً مدافعاً ليستحق بالتالي الخسارة. وأضاف: تفوق الأهلي على الجزيرة في السيطرة والاستحواذ والفرص بشكل عام، ويلاحظ هنا أن كوزمين عندما وجد أن التشكيل والأسلوب الذي لعب به في الشوط الأول لم يثمر فرصاً، ولم ينتج أهدافاً، قام في الشوط الثاني بزيادة عدد لاعبيه المهاجمين، بغية استثمار الاستحواذ، وترجمته إلى أهداف، ودفع بالمهاجم جيان أسامواه وسحب وليد حسين من المحور، مكتفياً باللاعب بخميس إسماعيل فقط في الارتكاز، ومعه صانعا اللعب حبيب الفردان وإسماعيل الحمادي، كما حرر ريبيرو من وسط الملعب، وحوله إلى مهاجم ثالث، وغير بالتالي طريقة اللعب من 4 - 2 - 3 -1، إلى 4 - 3 - 1 - 2، في المقابل لم يستثمر تين كات تقدم فريقه بضربة جزاء ليست وليدة هجمة منظمة، بل كانت إهمالاً من خميس إسماعيل لاعب الأهلي، إذ كان بإمكان تين كات سحب ألميدا «السلبي» أو ليوناردو «المختفي»، وإشراك سيف المقبالي قلب دفاع، وتحويل مسلم فايز ظهيراً أيمن. وأنهى محسن صالح حديثه قائلاً: أدار تين كات المباراة بطريقة خاطئة، فهو ظل على دكة الاحتياط يشاهد اللقاء، مثل أي مشجع جزراوي، لم يتحرك لا قبل أن يتقدم بالهدف الهدية، ولا بعد ذلك، ولا بعد هدف التعادل للأهلي، ومن هنا فقد كان طبيعياً أن تنتهي المباراة بفوز «الفرسان»، الذي ظل مديره الفني كوزمين واقفاً يلقن لاعبيه الحلول التي يجب أن يقوموا بها، منبهاً إياهم لتدارك الأخطاء، مستغلاً كل القدرات المتاحة على «الدكة»، وكانت تغييراته مؤثرة وفي توقيتها، ونجح من خلالها في قلب النتيجة، مضيفاً ثلاث نقاط غالية، قربته أكثر من الجزيرة.