هذا عنوان لورشة عمل، وجَّه بعقدها معالي المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية، وانعقدت صباح يوم الثلاثاء الأول من جمادى الآخرة 1438هـ بقاعة فندق الميلينيوم، بالتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (فرع حائل) وأمانة منطقة حائل. وهي وإن عدَّها البعض خطوة متقدمة في رحلة الألف ميل، والحديث عنها في هذا الوقت بالذات -إذ تتدنى الخدمات الأساسية في بعض الأحياء السكنية- من باب الأماني الحالمة والتطلعات الموءودة قبل أن تولد.. أقول وإن قال عنها البعض إنها مجرد حلم وكلام للاستهلاك إلا أنني أجزم أن مدينة حائل على وجه الخصوص مرشحة بقوة لأن تكون لوحة فنية جميلة، تجمع بين الإبداع الطبيعي الذي حباه الله لهذه الأرض الرائعة بكل ما تحمله كلمة الروعة من دلالات من جهة، ومن جهة أخرى حسن التنظيم والتنسيق والنظافة الذي هو في النهاية جهد بشري، تتكاتف فيه السواعد المحبة والقلوب العاشقة للجمال المؤمنة بأهميته في مدننا المؤهلة لذلك. حين تسافر إلى أي مدينة في العالم لأول مرة، أو حتى للمرة الثانية والثالثة، تحرص على أن تكون بجوار النافذة حتى تشاهدها من علو لحظة نزول الطائرة، وربما أعطيت حكمًا عامًّا بناء على هذه المشاهدات المسحية الخاطفة: طبيعتها، تناسق ألوان واجهات مبانيها، استقامة شوارعها واتساعها، تراص أحيائها وقِلّة المساحات الفارغة فيها.. وقس على ذلك. أذكر في دبي أنه كان هناك سباق الدراجات الهوائية العالمي، وكانت الطائرة تتابع المتسابقين الذين جاؤوا من كل مكان، وتصور الطرق والشوارع التي يمرون عليها، والأحياء السكنية التي بجوارها، وهي - في الحقيقة - حين تفعل ذلك تمارس لونًا من ألوان الدعاية والتسويق للمدينة التي من خلال هذه المشاهدة تحكم عليها وأنت تتابع قناة دبي الرياضية بأنها مدينة تحاول جادة ألا يكون هناك تشوه بصري يخدش جماليات المكان من خلال العين المجردة الساكنة إلى كل ما هو جميل «النظافة والتخطيط وروعة المباني والتناسق والاتساق». إنني في الوقت الذي أشيد فيه بهذه الخطوة الصحيحة في طريق التوظيف الأمثل لجمالية المكان الحائلي أتطلع لليوم الذي تكتمل فيه هذه اللوحة التي ينقصها الكثير من اللمسات الهندسية والمعمارية والفنية و.. فضلاً عن تحقق النظافة، وإزالة بقايا أعمال الرصف، ومخلفات المباني، وسلامة الطرق والشوارع من الحفريات والمطبات التي سبق أن كتب عنها غيري، وكان لها في مواقع التواصل الاجتماعي حضورها المدعم بالصور، والمعزز بالتعليقات، والمذيل بالأمنيات. ومن باب الاستشهاد - والشيء بالشيء يُذكر - كتبتُ هنا قبل أسابيع معدودة عن طريق الملك عبد العزيز الذي يعتبر من أهم الطرق وسط المدينة، وأشرت فيما ذكرت كيف أصبح مشوهًا لحائل الجميلة، فلعل الوزارة في ظل الظروف الاقتصادية اليوم تفكر بجدية في منحه مطورًا متخصصًا وقادرًا على يكمله، ويستثمره تجاريًّا مدة طويلة، وتشترط عليه أن يكون مماثلاً للطرق العالمية المشهورة والمعروفة، أو حتى المحلية الموجودة في جدة والرياض. إن الاعتراف بأن هناك تشوهًا بصريًّا، وأن هذا التشوه يمكن معالجته، ومن ثم انعقدت ورشة عمل تجمع الأمانة بالسياحة من أجل هذا الموضوع بالذات، يسجَّل للمنظمين، وينتظر المحبون لحائل عشاق المكان أن يتولد في الأيام القليلة القادمة على يد الفريق المشترك الذي تم تكوينه للوفاء بهذا المتطلب العزيز ما يتطلع له ولي الأمر، وينشده المواطن والقاطن والزائر سائحًا كان أو هو في الأساس من أهل الدار.. كما أن المأمول أن تشترك بقية أطراف المعادلة في تحقيق هذا المشروع العلاجي الطموح، كالطرق والمرور والجامعة والتعليم وهيئة التطوير.. وحجر الزاوية والعنصر الأهم هو المواطن؛ فهو إن يكن يريد الجمال فليكن بذاته جميلاً. دمتم بخير. وإلى لقاء. والسلام.
مشاركة :