تأجيل زيارة الرئيس الإيراني تثير مجددا التساؤلات بشأن الأزمة الصحية للرئيس الجزائري في ظل حديث عن عجزه عن أداء مهامه الدستورية.العرب [نُشر في 2017/03/07، العدد: 10564، ص(1)]تعتيم حكومي يغذي الشائعات طهران - أعلن الاثنين في طهران، عن تأجيل زيارة الرئيس حسن روحاني للجزائر دون أسباب مقنعة، ما طرح تساؤلات حول مبررات هذه الخطوة وهل تتعلق بالظروف الصحية للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أو بالضغوط الهادفة إلى محاصرة الدور الإيراني في المنطقة. وأعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، عن تأجيل الزيارة المقررة في الثاني عشر من مارس الجاري. واكتفى بربطها باحتفالات إحياء رأس السنة الفارسية “عيد النوروز”. وكانت السفارة الإيرانية في الجزائر، قد أعلنت منذ أسبوعين، عن زيارة روحاني ولقاء مرتقب له مع بوتفليقة، فضلا عن زيارة وفد كبير لعقد اتفاقيات في مجالات الطاقة والتجارة والثقافة. ولقي الإعلان عن الزيارة موجة من الانتقادات لدى الطبقة السياسية والشارع الجزائري لاقتران الدور الإيراني في السنوات الأخيرة، بأجندة تصدير المذهب الشيعي وبث الصراعات الطائفية في المنطقة. وأثار قرار التأجيل التساؤلات مجددا حول الأزمة الصحية الأخيرة للرئيس الجزائري في ظل حديث عن عجزه عن أداء مهامه الدستورية، وخاصة بعد إلغاء زيارة مشابهة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ورغم التطمينات التي أطلقتها الحكومة الجزائرية، فإن التعتيم الذي يسير به ملف صحة الرئيس الجزائري يغذي تلك الشائعات في مختلف الأوساط الجزائرية. ويتطلع المراقبون إلى اليومين المقبلين للتأكد من ظهور بوتفليقة، حيث سبق الإعلان عن أجندة تتضمن استقبال الرئيس الجزائري لوزير خارجية إسبانبا ألفونسو داستيس، واحتفالية عيد المرأة التي دأب على إحيائها سنويا بحضوره الشخصي. وفيما وجهت مؤسسة الرئاسة دعوات لناشطات في المجتمع المدني لإحياء عيد المرأة العالمي، لم يتأكد إلى حد الآن من الشخصية التي ستستقبل ضيفات قصر المرادية. لكن مراقبين لم يستبعدوا أن تكون السلطات الجزائرية قد وظفت الوضع الصحي لبوتفليقة كمبرر لتجنب استضافة روحاني في وضع إقليمي ودولي غير مناسب، وذلك في ضوء توسع الجبهة العربية المعارضة للتمدد الإيراني في المنطقة، فضلا عن موقف أميركي قوي داعم للموقف العربي. وأشاروا إلى أن السلطات الجزائرية ربما تكون قد طالبت بتأجيل الزيارة بانتظار أن تتضح الصورة خاصة في ضوء تشدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، فيما تسعى الجزائر إلى بناء علاقات أمتن مع الإدارة الأميركية الجديدة من بوابة الحرب على الإرهاب.
مشاركة :