رؤساء أركان جيوش تركيا والولايات المتحدة وروسيا الثلاثاء في تركيا وسائل تحسين تنسيق الأنشطة في سوريا لتفادي مواجهات بين القوى المتخاصمة التي تدعمها بلدانهم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ويضم الاجتماع الذي ينعقد الثلاثاء والأربعاء رئيس أركان الجيش الأميركي جوزف دانفورد إلى جانب نظيريه الروسي فاليري غيراسيموف والتركي خلوصي آكار، وهو الأول من نوعه على ما يبدو. وتأتي محادثاتهم في مدينة أنطاليا الجنوبية في وقت يحرز فيه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدما في دفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى الخروج من سوريا حيث تكثف أنقرة جهودها في محاربة الجهاديين. ورغم دعمها لقوى متباينة في النزاع السوري، إلا أن الدول الثلاث تتفق على محاربة التنظيم المتطرف فيما لا يزال التوتر العسكري قائما نتيجة معارضة تركيا لمشاركة المقاتلين الأكراد السوريين في القتال ضده. وكانت أنقرة أعلنت أن مدينة منبج التي تسيطر عليها حاليا قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يشكل المقاتلون الأكراد أكبر مجموعة فيها، هي هدفها المقبل في حملتها العسكرية عبر الحدود السورية. وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية، على منبج منذ أن نجحت العام الماضي في طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها، إلا أنها اشتبكت مؤخرا مع فصائل مقاتلة تدعمها تركيا. وأفاد الجيش التركي في بيان بأنه "يجري بحث قضايا مشتركة تتصل بالأمن الإقليمي وخصوصا سوريا والعراق خلال الاجتماع" دون إعطاء المزيد من التفاصيل. واستضافت أنطاليا في السابق عددا من اجتماعات حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى قمة مجموعة العشرين عام 2015. وأكدت وزارة الدفاع الروسية بدورها عقد الاجتماع، مشيرة إلى أن مباحثات "حول مسائل أمنية في سوريا والعراق مدرجة" على جدول أعماله. "الإرهاب تهديد مشترك" وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم إن محادثات أنطاليا تسعى إلى تحسين التعاون لتفادي "خطر صدامات غير مرغوبة" مع تدخل بلدان كثيرة في سوريا. وأضاف في كلمة ألقاها في أنقره أن سوريا تحتاج إلى التخلص "من المجموعات الإرهابية كافة" بما يشمل جبهة النصرة سابقا والفصائل الكردية السورية المقاتلة وتنظيم الدولة الإسلامية. قال يلديريم "تهدف الاجتماعات اليوم وغدا (الثلاثاء والأربعاء) إلى بحث كيفية التنسيق بأفضل طريقة ممكنة وتجنب تأثير كل من الأطراف على عمليات الآخرين والتسبب بتطورات مزعجة أثناء محاربة الإرهاب". وتابع "طبعا تشكل العناصر الإرهابية تهديدا مشتركا وتفسد السلام وإمكانية الحل السياسي في سوريا". ويأتي الاجتماع الثلاثي غداة إعلان يلديريم مساء الاثنين أن بلاده لن تتمكن من إطلاق عملية للسيطرة على منبج في شمال سوريا "بدون تنسيق مع روسيا والولايات المتحدة". ويتباين تصريحه الأخير مع تهديدات أنقرة السابقة بأنها ستضرب المقاتلين الأكراد السوريين الذين تعتبرهم "إرهابيين"، في حال لم ينسحبوا من منبج. وانتقد يلديريم الثلاثاء خيار بعض الحلفاء "المؤسف" الذي وقع على فصائل كردية تتهمها السلطات التركية بالاتصال بحزب العمال الكردستاني، بصفتهم شركاء في مكافحة الجهاديين في سوريا. لكن الوضع في محيط منبج أصبح معقدا في الأيام الماضية مع نشر عسكريين أميركيين لضمان تركيز القوات المتنافسة في المدينة ومحيطها على محاربة الدولة الإسلامية بدلا من الاقتتال في ما بينها. وأطلقت تركيا حملة عسكرية داخل سوريا في أواخر أغسطس/اب، حيث دعمت فصائل من المعارضة السورية وتمكنت من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من عدة بلدات تقع قرب حدودها بينها جرابلس والراعي ودابق والباب. إلا أن الحملة التركية تهدف كذلك لوقف تقدم المقاتلين الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بأنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور. وكذلك أبدت تركيا رغبتها في التعاون مع حلفائها للسيطرة على مدينة الرقة معقل التنظيم المتطرف في سوريا، إلا أنها أوضحت بأنها لن تقوم بأي عملية إلى جانب المقاتلين الأكراد. كما أنها تتعاون مع روسيا في الشأن السوري رغم مواقفهما المتناقضة حيال مصير الرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو عسكريا وسياسيا. وفي تطور آخر يعتزم الرئيس التركي زيارة روسيا في 10 مارس/اذار، حيث سيشارك نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ترؤس اجتماع لوزراء بلديهما لبحث العلاقات الثنائية وملفات إقليمية ودولية خصوصا سوريا، بحسب بيان أصدره مكتبه.
مشاركة :