صراحة – وكالات: استعادت القوات العراقية التي تقاتل لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من غرب مدينة الموصل يوم الثلاثاء المبنى الحكومي الرئيسي في المدينة وفرع البنك المركزي والمتحف الذي دمر المتشددون تماثيل وقطعا أثرية فيه قبل ثلاث سنوات. ودمرت المباني الحكومية في الموصل ولم يستخدمها التنظيم المتشدد غير أن السيطرة عليها ما زالت تمثل نصرا رمزيا في معركة استعادة آخر معقل للدولة الإسلامية في العراق. وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي المتحدث باسم قوة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية إن فريقا تابعا للقوة اقتحم مبنى محافظة نينوى والمجمع الحكومي ليل الاثنين. كما استعادت القوات العراقية السيطرة على مبنى كان يضم المحكمة الشرعية الرئيسية للتنظيم المعروفة بأحكامها المتشددة مثل الرجم والرمي من شاهق وقطع الأيدي. وقال المحمداوي “قتلوا العشرات من داعش” في الهجوم الذي استغرق أكثر من ساعة. ونهب المتشددون فرع البنك المركزي عندما سيطروا على الموصل في 2014 وصوروا مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يدمرون تماثيل وقطعا أثرية. وكان من بين مصادر الدخل الرئيسية للتنظيم تهريب الآثار التي تزخر بها المناطق الخاضعة لسيطرته من تدمر في سوريا إلى نينوى في العراق. وتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الموصل لزيارة الجنود المشاركين في العملية العسكرية. وقال العبادي للتلفزيون العراقي عند وصوله للموصل “لا محالة من هزيمة داعش والعراقيون سيخرجون مرفوعي الرأس من هذه المعارك.” وتمهد الانفراجة الطريق أمام هجوم القوات المدعومة من الولايات المتحدة على المتشددين في مدينة الموصل القديمة وهي المرحلة الأكثر تعقيدا في العملية المستمرة منذ خمسة أشهر تقريبا بسبب ازدحام المنطقة بالسكان وضيق شوارعها. وينخرط المسلحون بين المدنيين في هذه المناطق. وأعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم المتشدد من على منبر جامع النوري بمدينة الموصل القديمة قيام دولة الخلافة عام 2014 لتشمل مساحات واسعة من العراق وسوريا. وتقع المدينة القديمة على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين. وتقدر منظمات إغاثة أن حوالي 750 ألف شخص كانوا يعيشون في غرب الموصل عندما بدأت العملية العسكرية على هذا الجزء من المدينة في 19 فبراير شباط. وسيطرت القوات العراقية على الشطر الشرقي من الموصل في يناير كانون الثاني بعد قتال دام مئة يوم وتحظى بدعم جوي وبري من التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وستسحق هزيمة الدولة الإسلامية في الموصل الجناح العراقي من دولة الخلافة التي تلحق بها انتكاسات في سوريا أيضا. وقطع تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة الطريق الرئيسي الأخير للخروج من مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا يوم الاثنين. وتحارب الدولة الإسلامية أيضا الجيش السوري المدعوم من روسيا ومقاتلي معارضة سوريين متحالفين مع تركيا. وقدر الجيش العراقي عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتمركزين في الموصل بحوالي ستة آلاف عند بدء العملية العسكرية في 17 أكتوبر تشرين الأول مشيرا إلى أن عدة آلاف منهم قتلوا منذ ذلك الحين. ويشارك في العملية العسكرية بالموصل حوالي 100 ألف جندي عراقي ومقاتلين من البشمركة الكردية وجماعات شيعية مسلحة. وقال البريجادير جنرال ماثيو إيسلر من القوات الجوية الأمريكية لرويترز من قاعدة غرب القيارة العسكرية جنوبي الموصل إن بعض المقاتلين الأجانب في الدولة الإسلامية يحاولون الفرار من الموصل. وأضاف “انتهت اللعبة. خسروا هذا القتال وما ترونه هو كسب للوقت.” واستمر قناصة من الدولة الإسلامية في إطلاق النار على المبنى الحكومي الرئيسي بعدما سقط في أيدي الحكومة مما حد من تحركات الجنود. ورد قناصة من قوة الرد السريع بإطلاق النار من المبنى وقال أحدهم إن أربعة من قناصة التنظيم المتشدد قتلوا. وقال قائد وحدة للقناصة بقوة الرد السريع إن القتال مستعر لأن معظم قناصة الدولة الإسلامية أجانب وما من مكان أمامهم للذهاب إليه. وفر أكثر من 40 ألف شخص من منازلهم في الموصل خلال الأسبوع الماضي ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للنازحين منذ بدء العملية العسكرية إلى أكثر من 211 ألف شخص وفقا للأمم المتحدة. كما غادر العشرات منطقة المأمون بجنوب غرب الموصل باتجاه قوات جهاز مكافحة الإرهاب بينما كانت أصوات طلقات الأسلحة الآلية تتردد في الخلفية. كما شوهد جنود من القوات الخاصة الأمريكية يسيرون وسط المباني بالمنطقة وكان بعضهم مسلحا بالبنادق ومعه مناظير وكواتم للصوت. وهاجمت طائرات هليكوبتر أهدافا إلى الشمال من مواقعها وتصاعد الدخان الكثيف من مواقع انفجارات. وتقول وكالات إغاثة إن المخيمات التي أقيمت لاستقبال النازحين من الموصل قد باتت ممتلئة عن آخرها تقريبا على الرغم من إعلان الأمم المتحدة الشهر الماضي أن أكثر من 400 ألف شخص ما زالوا في غرب الموصل قد ينزحون بدورهم. وأضافت منظمات الإغاثة أن آلاف القتلى والجرحى سقطوا في المعارك وهم مدنيون وعسكريون.
مشاركة :