هل أنت غني أم فقير؟ - مقالات

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«إنا نحسب الغنى بالمال وحده، وما المال وحده؟ ألا تقدرون ثمن الصحة؟ أما للصحة ثمن؟» علي الطنطاوي.من ينظر إلى أحوال الناس هذه الأيام يجد أن أكثرهم يشتكي ويعيش في قلق وغير راض وضجر. وتفكير وهوس بالمستقبل يغلب على الكثيرين. والأغلب ينظرون إلى من هو أعلى منهم في الحالة المادية، ويعتقدون بأنهم أسعد منهم، وأنهم هم البؤساء المعدمون، ولا شك أن هذا التفكير الخاطىء سيؤثر على حياتهم.قال هارون الرشيد لرجل: عظني... فأراد الرجل أن يذكره بنعم الله عليه، وكان الرشيد قد أتي بماء ليشربه، وقد أمسكه بيده، فقال له: يا أمير المؤمنين! لو حبست عنك هذه الشربة ومنعت منها، أكنت تفديها بملكك؟ قال: نعم. قال: فلو شربتها، وحبس عنك إخراجها أكنت تفديها بملكك؟ قال: نعم. قال فما خير في ملك لا يساوي شربة ولا بولة؟.وهل السعادة والغنى يقتصران على المال وحده، أم سعادة قلب وبهجة روح ونفس، والسعادة بالحياة والاستمتاع بكل ما تفعل؟ حاول أن تعدد ما تملك وليس بأيدي غيرك، حتى بعض المشاكل هناك فوائد من حصولها.إذا كانت السعادة لدى البعض مقتصرة على الأمور المادية، أليست نِعم أن يعيش الإنسان معافى الجسد والعقل، لا تقدر بثمن؟ وماذا عن استنشاق الهواء العليل، والاستمتاع بالمناظر، ولاسيما الشروق والغروب، والقدرة على الكلام والتعبير والسعي للأشياء والتعبير على ما في النفوس؟ ماذا عن الجلوس والنوم في مكان هادىء ونظيف وبجوار أهلك وأولادك ووالديك، أليست هذه النعم تستحق الشكر؟وإذا أردت أن تتعرف على قيمة هذه النِعم، هل أنت مستعد أن تبيع بصرك أو تتخلى عن سمعك ويدك مقابل ملايين الدنانير؟ ولو تأمل الإنسان بهذه النعم لما أتعب نفسه وتفكيره بالهم والنظر في ما عند الآخرين.وصدق الشاعر حين قال:كن بلسماً إن صار دهرك أرقام وحلاوة إن صار غيرك علقماإن الحياة حبتك كل كنوزها لا تبخلن على الحياة ببعض ماأحسن وإن لم تجز حتى بالثنا أي الجزاء الغيث يبغي إن همىمن ذَا يكافىء زهرة فواحة أو من يُثيب البلبل المترنماأحبب فيغدو الكوخ قصراً نيرا وأبغض فيمسي الكون سجناً مظلما

مشاركة :