زيورخ: «الشرق الأوسط» أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس أنه سيسمح لنادي برشلونة الإسباني بضم لاعبين جدد إلى صفوفه طوال فترة استئنافه ضد العقوبة التي تحظر قيامه بأي نشاط من هذا النوع بسبب ضمه لاعبين قاصرين. وكان برشلونة طالب برفع العقوبة مؤقتا عندما تقدم بتظلمه، وقد وافق لاري ماسندن، رئيس لجنة الاستئناف بـ«الفيفا»، على هذا الطلب، مشيرا إلى تعقد القضية واقتراب موعد فتح باب الانتقالات الجديد في أول يوليو (تموز) المقبل. وكانت لجنة الانضباط بـ«الفيفا» قررت في الثاني من أبريل (نيسان) الحالي حظر أي نشاط لبرشلونة في سوق الانتقالات بسبب خرقه لوائح تتعلق بالانتقالات الدولية وتسجيل اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة. ووقعت غرامة مالية بحق برشلونة قدرها 450 ألف فرنك سويسري (511 ألف دولار)، كما جرى حرمانه من إبرام أي صفقات شرائية لضم لاعبين جدد إلى صفوفه حتى صيف 2015. وكان رئيس برشلونة، جوزيب ماريا بارتوميو، أشار في فترة سابقة إلى أن ناديه ضحية لـ«ظلم خطير»، وينوي الاستمرار في عملية الانتقالات رغم عقوبة الاتحاد الدولي، «برنامجنا سيبقى كما هو تماما، ونحن على وشك التوقيع مع حارس مرمى». وتابع: «إننا مستاؤون. نحن ضحية ظلم كبير. لدينا إثباتات وإشارات تحملنا على اعتقاد أن هناك من يتربص بنا شرا». ومنح «الفيفا» برشلونة فترة 90 يوما لتسوية وضع اللاعبين العشرة الذين جرى التعاقد معهم تحت السن، بينما قرر النادي الإسباني استئناف العقوبة. وأشار «فيفا» إلى وجود مخالفات خطيرة على أثر التحقيقات التي أجراها على بعض الحالات المتعلقة بلاعبين تحت السن سجلوا في قيود برشلونة رسميا وخاضوا مسابقات رسمية في صفوفه بين عامي 2009 و2013. وبحسب القوانين، لا يسمح بإتمام أي عملية انتقال للاعب تحت الثامنة عشرة من عمره إلا في ثلاث حالات معينة يمكن أن يحصل فيها بعض الاستثناءات. واعترفت لجنة التأديب التابعة لـ«فيفا» بأنه «إذا كانت عمليات الانتقالات الدولية تصب في مصلحة المسيرة الرياضية لبعض اللاعبين الشبان، فإنها في المقابل قد تصب أيضا في غير صالحهم»، مضيفة أن «مهمة حماية اللاعبين الشبان يجب أن تطغى على المصالح الرياضية البحتة». ويعد القرار ضربة قاضية لبرشلونة الذي لن يتمكن من التعاقد مع أي لاعب في فترة الانتقالات الصيفية التي تغلق في 31 أغسطس (آب) 2014. وفترة الانتقالات الشتوية على مدار يناير (كانون الثاني) 2015، علما بأنه في حاجة ماسة إلى قلب دفاع باعتزال قائده الحالي كارليس بويول في نهاية الموسم الحالي، وإلى حارس مرمى بعد إصابة حارسه الأساسي فيكتور فالديس وغيابه عن الملاعب لسبعة أشهر ورحيله عن النادي في نهاية الموسم الحالي. ويرسم القرار أيضا علامة استفهام حول قدرة برشلونة على إتمام صفقتي حارس المرمى الألماني مارك آندريه تير شتيغن وصانع الألعاب الكرواتي الشاب ألن هاليلوفيتش (17 سنة) اللذين وقعا عقدا مبدئيا مع الفريق الكاتالوني في الأشهر الأخيرة. ومع هذا التجميد، أصبح بمقدور برشلونة التعاقد مع اللاعبين في الصيف المقبل إلا في حال نجحت لجنة الاستئناف في البت في القرار قبل بدء سوق الانتقالات المقبلة، وهو أمر مستبعد حسب الأوساط المقربة من نادي برشلونة. يذكر أن تقارير إخبارية كشفت في وقت سابق أن نادي برشلونة ضم لاعبا مجريا ناشئا يدعى ماتياش تايتي. وكان الناشئ تايتي، الذي سيكمل في يونيو (حزيران) المقبل، عامه السادس عشر، قد جرب حظوظه في صفوف ريال مدريد، لكنه وقع عقدا مع برشلونة بحسب والده ليلعب معه بدءا من الصيف المقبل، وذلك قبل توقيع الفيفا عقوبة على النادي الكاتالوني. وصرح والد اللاعب جوزيف تايتي «لم يعد سرا الآن، ماتياش وقع عقدا مع برشلونة لثلاثة أعوام، فعلنا ذلك قبل عقوبة الفيفا، لذا لن تؤثر علينا بالسلب»، حسبما نقلت صحيفة «ماركا» الرياضية عبر بوابتها الإلكترونية. والمثير في الأمر أن ماتياش كان يخوض تجارب للانضمام لصفوف النادي الملكي في مارس (آذار) الماضي، ووصل إلى حد ارتدائه قميص الريال في عدد من المباريات الودية، لكنهما لم يتوصلا لاتفاق في النهاية، قبل أن يوقع لبرشلونة، حسبما أكد ناديه بوشكاش أكاديميا. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أشارت فيه تقارير صحافية متتالية إلى أن المدرب تاتا مارتينو المهدد بالإقالة قد يفلت بسبب عقوبات الفيفا، لأن كل المرشحين لخلافته سيرفضون العمل دون تدعيم للفريق. قرار الفيفا برفع الحظر عن صفقات برشلونة أزعج تاتا مارتينو، فالإبقاء على العقوبة كان يعني عدم عقد صفقات جديدة وبالتالي عدم ضم وجوه جديدة لامعة إلى الفريق الكاتالوني، وذلك سيجعل كل المدربين المرشحين ليحلوا مكان تاتا مارتينو يترددون بالمغامرة الآن، فتدريب برشلونة لا يحدث إلا مرة واحدة في العمر والفشل فيه يؤثر كثيرا على مسيرة المدرب بعد ذلك. أما الآن وقد أصبح في مقدور برشلونة عقد صفقات جديدة، فلن يكون هناك مجال لتردد المدربين المرشحين للموافقة على تدريب الفريق الكاتالوني. وفي الوقت الذي يحاول فيه برشلونة البحث في كل اتجاه لدعم خط دفاعه بعد الخسائر التي تعرض لها هذا الخط، وأمام الضغوط التي تمارسها وسائل الإعلام والجماهير، فإن قرار تجميد العقوبة سيفتح الباب أمام برشلونة لإعادة فتح خطوط اتصال مع تشيلسي بشأن ضم ديفيد لويز مدافع الفريق اللندني في سوق الانتقالات الصيفية.