«بين حانا ومانا ضاعت لحانا» مثل شعبي تردّده الجدات، وهو ينطبق على واحد من مقامات نابلس (قبر يوسف) الذي يحظى باهتمام أبناء المدينة ومحيطها.عند المدخل الشرقي لمدينة نابلس وعلى بعد أمتار من كنيسة يعقوب والى جوار تل بلاطة الأثري، يقع مقام قبر يوسف، القبر الذي مازال من يرقد فيه مجهولاً لتضارب الروايات والمعلومات بشأنه. مع نهاية الحكم العثماني بني في محيطه سور، وفي 1927 أضاف سكان مخيم بلاطة غرفة أخرى واستخدموه كمدرسة لتعليم أطفالهم، والحديث هنا للمؤرخ النابلسي عبد الله كلبونة. نقطة استيطانية وفي بداية انتفاضة الأقصى العام 200 قتل في محيط المكان مستوطن واستشهد ستة فلسطينيين، ومنذ ذلك دأب المستوطنون على اقتحام المقام على نحو مفاجئ ومتكرر، تحت حراسة مشدّدة من جيشهم الذي تعامل مع المقام كـ «مسمار جحا»، بعدما انسحب من المنطقة. روايات الرواية الإسرائيلية تزعم أن النبي موسى عليه السلام نقل رفات وعظام النبي يوسف أثناء خروجه من مصر إلى فلسطين ودفنها في نابلس، وكأنهم لم يقرأوا في التاريخ أن النبي موسى جاء بعد النبي يوسف بمئتي عام وأصبح مكان دفنه في مصر غير معروف. ويؤكد كلبونة أن الواقع المعماري والنقوش في محيط القبر تشير إلى أن هذا البناء يعود للعهد العثماني، الأمر الذي يرجّح حقيقة أن القبر يعود للشيخ يوسف دويكات أحد «الأولياء الصالحين». الباحث التاريخي خالد أبو الهيجا من نابلس قال إن «الباحثين اليهود والجيل الجديد من المؤرخين في الحقبة الحالية (ما بعد الصهيونية) ينفون وجود قبر النبي يوسف في نابلس». ويرى آخر أنه لو كان مقام الولي المذكور هو مقام للنبي يوسف، لكان المسلمون أولى به من اليهود. ذكريات 76 عاماً لم تغيّب شيئا من ذكريات الحاجة عائشة دويكات وتروي بصوت يحمل رائحة تاريخ مضى عن حكاية الشيخ يوسف كما رواها والدها قبل سبعة عقود لها ولإخوتها، وفيها أنه كان هناك رجل صالح يعيش في بلاطة يدعى الشيخ يوسف دويكات، كان من المعمّرين في البلدة والمعروفين بحكمتهم وبلاغتهم، عُرف عنه حنكته وقدرته على الإصلاح بين الناس وعندما توفي بنى الأهالي فوق قبره غرفة كرامة له، وصار الناس يزورون المكان تبرّكاً وتيمنا بالشيخ يوسف.
مشاركة :