سيطرت قوات الجيش السوري بدعم روسي أمس الثلثاء (7 مارس/ آذار 2017) على محطة ضخ للمياه في شمال سورية تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب، بعد طرد تنظيم «داعش» منها، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» أمس «استعادت قوات النظام السيطرة على بلدة الخفسة وعلى محطة ضخ المياه الواقعة على أطرافها في ريف حلب الشرقي، بعد انسحاب تنظيم «داعش» منها تحت وابل من القصف والغارات السورية والروسية». ويسيطر تنظيم «داعش» منذ العام 2014 على البلدة الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات. وتعد محطة الخفسة مضخة المياه الرئيسية إلى مدينة حلب التي تعاني منذ خمسين يوماً من انقطاع المياه جراء تحكم الإرهابيين بعملية الضخ. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري أمس أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل تقدمها في الريف الشرقي لحلب وتعيد الأمن والاستقرار إلى بلدة الخفسة» وبلدات أخرى في محيطها. ويتصدى التنظيم لهجمات عدة تشنها أطراف مختلفة في ريف حلب الشرقي، حيث مني بخسارة بارزة قبل أقل من أسبوعين بعد طرده من مدينة الباب، التي كانت تعد آخر أبرز معاقله في محافظة حلب، إثر سيطرة قوات «درع الفرات» التي تضم الجيش التركي وفصائل معارضة على المدينة. وقال مصدر في مجلس منبج العسكري، ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، يسيطر على المدينة ومحيطها لـ «فرانس برس» إن آلاف النازحين من الخفسة والمناطق المحيطة بها توجهوا في الساعات الـ24 الأخيرة إلى محيط منبج، مناشداً المنظمات الدولية التدخل لتقديم مساعدات ملحة لهم. على جبهة أخرى في ريف حلب الشرقي، سلم مجلس منبج العسكري عدداً من القرى إلى قوات الجيش السوري، في خطوة تهدف إلى تجنب المواجهة مع القوات التركية، وفق ما أكد متحدث باسم هذه الفصائل لـ «فرانس برس» أمس. ووصف عبد الرحمن عملية التسليم بأنها «شكلية» واقتصرت على رفع الأعلام السورية داخل نحو عشر قرى، فيما لم يذكر الإعلام السوري الرسمي أي تفاصيل بشأن ذلك. هدنة شرق دمشق في موسكو، أكد الجيش الروسي «إعلان وقف إطلاق نار اعتباراً من الساعة 00,01 بالتوقيت المحلي من يوم 6 مارس حتى الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي من يوم 20 مارس في الغوطة الشرقية» لدمشق. وفيما ذكر أنه لم يسجل «أي خرق» للاتفاق حتى الآن، أفاد المرصد عن غارات كثيفة استهدفت مدن دوما وحرستا وبلدة أوتايا في الغوطة الشرقية ومناطق شرق دمشق ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. لكن المرصد عاد وأكد لاحقاً أن الهدوء يسود الغوطة الشرقية بعد إعلان موسكو عن وقف لإطلاق النار. وتعد منطقة الغوطة الشرقية التي تتعرض بشكل دائم للغارات، أبرز معاقل «جيش الإسلام»، فصيل معارض يترأس أحد قيادييه محمد علوش وفد الفصائل إلى محادثات أستانا مع الحكومة السورية. وتعليقاً على الإعلان الروسي، نفى المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام، حمزة بيرقدار لـ «فرانس برس»: «وجود أي تواصل (روسي) مع جيش الإسلام حالياً بشأن الاتفاق المذكور» مؤكداً في الوقت ذاته «إننا لا نمانع أو نرد أي اتفاق من شأنه أن يوقف شلال الدماء ومعاناة شعبنا».
مشاركة :