فريال ناس لـ «الوسط»: التمكين الاقتصادي للمرأة مؤشر لتطور المجتمع

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل 25 عاماً كانت بداية سيدة الأعمال فريال ناس في شركة والدها الوجيه المرحوم عبدالله ناس، مسيرة ربع قرن في عالم الأعمال، تكللت بترؤسها أحد أبرز التكتلات النسوية في مجال التجارة والحياة العامة في البحرين، وهي جمعية سيدات الأعمال. وفي اليوم الدولي للمرأة، تحدثت ناس عن المرأة البحرينية استطاعت أن تصل إلى مرحلة التمكين الاقتصادي بفضل جهود السيدات المثابرات وبفضل الدعم المقدم من الدولة والمؤسسات الراعية لها وعلى رأسها المجلس الأعلى للمرأة والبنوك والمؤسسات المالية والتمويلية التي ترعاها الدولة. ورأت ناس في حديث مع «الوسط» بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، إلى أن تمكين المرأة اقتصادياً هو حتماً الطريق لتمكينها في جميع النواحي وحتى تمكينها السياسي، مشيرة في هذا السياق إلى طلب جمعية سيدات الأعمال لجنة مشتركة مع مجلس النواب، يتم من خلالها نقل وجهة نظر الجمعية في القوانين التي تمس القطاع التجاري. وفيما يلي نص اللقاء: في البداية، أنت سيدة أعمال ولدت من رحم عائلة تجارية مرموقة، كيف أثر هذا في مسيرتك وبداية حياتك على صعيد التجارة والاقتصاد؟ - بدأت العمل قبل نحو 25 عاماً مع الوالد يرحمه الله في شركة العائلة، ولكن بعد 16 سنة ارتأيت أن أوسس لنفسي عملاً خاص، كان ذلك بالنسبة لي تحدياً أن أخرج من شركة العائلة، إذ كان لدي شغف بالعمل الحر، ولم أستعن بأحد لتمويل المشروع وبدأت بالتوفير من راتبي الخاص، وبدأت بمحل صغير ومازلت أعتبره شركة صغيرة في مجال الديكور والأثاث والإضاءة. تشاركت مع إحدى صديقاتي. لم أطلب الدعم من الوالد يرحمه الله، والذي كان يتابعني، وماذا كنت سأحققه. قبل 16 عاماً كنت رائدة عمل وبدأت مشروعك التجاري، اليوم كيف تجدين التغييرات التي شهدتها البحرين في مجال المناخ التجاري؟ - ما أكرره باستمرار، أننا محظوظون، فالحكومة لديها توجه عام نحو ريادة الأعمال، إذ عملت على تأسيس مؤسسات لتشجيع ريادة الأعمال. عندما بدأنا في السابق بتأسيس شركاتنا لم يكن هناك دعم كما هو بالحجم الكبير الحالي مثل الاستشارة والتمويل. وما أقوله للشباب، اليوم ليس لديكم عذر للتردد في البدء بالمشروع التجاري، والفشل ليس عيباً، وهناك جهات مختلف مثل مجلس التنمية وبنك التنمية وتمكين وبنك الأسرة والإبداع وغيرها من المؤسسات الداعمة لريادة الأعمال، وهذه تعتبر أدوات للشباب للانخراط في العمل الحر. اليوم من يمتلك الإرادة والقلب القوي، عليه البدء، إذ إن العمل الحر يحتاج لصبر وإرادة وقبول فرضية الخسارة والربح. كما أن العمل الحر يقوي من ثقة الإنسان بنفسه ويوسع اطلاعه وقدرته على التواصل حتى مع العالم الخارجي. كما ذكرت، فإن العمل الحر يغير من شخصية الإنسان، وحديثنا عن المرأة، ممكن أن يكون نافذة الأعمال وهو تطور في مستوى المرأة وحضورها على الصعيد الاجتماعي والسياسي؟ - بالطبع، بدون شك، التمكين الاقتصادي للمرأة في أي مجتمع هو مؤشر لمدى تطور هذا المجتمع في جميع النواحي. فالمرأة اليوم عندما تشارك في فعاليات اقتصادية ومؤتمرات محلية وخارجية وغيرها. هذا يعد تدريباً للمرأة لتكون لديها خبرة ومتمكنة في مختلف الأمور. مثلاً، نحن في جمعية سيدات الأعمال طلبنا تشكيل لجنة مع مجلس النواب، للمناقشة بخصوص آرائنا في القوانين التي تؤثر على العمل التجاري. فالتمكين الاقتصادي سيؤدي إلى تمكين سياسي في نهاية المطاف. اليوم لا نريد منها فقط أن تجني الأموال، ولكن عندما تسافر وتمثل البحرين نريد منها اكتساب الخبرة ومهارات التواصل، وهذا ليس فقط تأثيره في مجال العمل بل وحتى على صعيد كونها أم ومربية. مع تسلمك دفة قيادة جمعية سيدات الأعمال للدورة الحالية، ماهي المشروعات التي تعملون عليها في الجمعية؟ - جدولنا حافل، لدينا عدة لجان فاعلة وتقوم بالواجبات المناط بها، مثل لجنة ثقافية لجنة اقتصادية، لجنة صاحبة الأعمال، لجنة الإعلام والعلاقات العامة، جميع هذه اللجان لديها مشاريع وخطط لتطوير سيدات الأعمال. هناك مثلاً برامج التدريب والدورات المتخصصة التي تعالج الصعوبات أو الضعف التي قد تعانيه سيدة الأعمال، إذ نرى أين المشاكل التي تعاني منها سيدات الأعمال ونحاول حلها عبر هذه البرامج الاستشارية والتدريبية. المشروع الآخر والمهم، هو أننا نعمل على تقوية علاقتنا الخارجية، وهي ضمن الاستراتجية الجديدة التي وضعتها الجمعية والتي تصب في نهاية المطاف لتحقيق رؤية البحرين 2030، الرؤية هي أن نعطي صورة صحيحة للجميعة ونسير مع الخط لتحقيق الرؤية الاقتصادية. شاركنا مؤخراً في فعاليات عالمية في روسيا وفينا وبلجيكا ومصر، إذ وقعنا عدة مذكرات تفاهم في الخارج، تتيح لسيدات الأعمال البحرينيات الانطلاق نحو مختلف دول العالم وتأسيس شراكات والاستفادة من المصانع في الخارج. من أبرز المشروعات التي نعمل عليها، هو مشروع تنظيم منتدى ومعرض الأعمال العالمي للمرأة الثاني والذي سيعقد في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ استقطبنا لهذا الحدث عدداً من سيدات الأعمال الناجحات والبارزات في بلدانهم في المعرض الأول وكان حدثاً ناجحاً، وتم نقاش الكثير من الموضوعات التي تهم سيدات ورائدات الأعمال وذلك على مدى يومين. في الختام، كلمة توجهينها للمرأة البحرينية بمناسبة اليوم الدولي للمراة؟ - أحب أن أهنئ كل أمرأة بحرينية في مملكتنا الحبيبة وعلى رأسهم صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، على يوم المرأة العالمي، ونحن فخورون بكل امرأة بحرينية، سواء انخرطت في مجال العمل أو لم تنخرط، إذ إن الأم لها دور، والبحرينية وصلت إلى أن تكون نائبة وسفيرة ومدرسة ودكتورة وصاحبة أعمال وجميعنا فخورون بهم، فالمرأة في البحرين هي أمرأة قوية وطموحة ومتقدمة.

مشاركة :