المرأة الخليجية في يوم المرأة عبدالله العلمي تجاوزت المرأة الخليجية بإصرارها وإرادتها وإنجازاتها معظم العقبات الاجتماعية والاقتصادية. المرأة ساهمت في صنع القرار من خلال توليها مناصب قيادية في القطاع الحكومي، وكذلك مساهماتها الثرية في القطاع الخاص. ألخّص هنا قصص نجاح المرأة الخليجية خلال الفترة القليلة الماضية التي أثبتت بقوة تأثير مقدرتها على قيادة التغيير. إضافة إلى كونها شاعرة وكاتبة ومحامية، المرأة السعودية اليوم باحثة في العلوم والوراثيّات الجزئيّة، ونجحت في مجالات المال والأعمال وتقنية المعلومات والإعلام. مشاعل الشميمري أول عالمة فضاء سعودية تعمل في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ومعظمنا شاهد مقطع حفل تخرج الدكتورة المبدعة رشا البواردي، أول سعودية متخصصة في تغيير صمام القلب بالقسطرة من جامعة هارفارد. برغم كل الاعتراضات المتشنجة، تمتلك المرأة السعودية أكثر من 20 ألف شركة بلغت نسبة استثماراتها 21 بالمئة من حجم استثمار القطاع الخاص في السعودية. عالمياً، حصلت المرأة السعودية على المركز الأول من بين 400 شخصية من النخب بالمشاريع الأكثر إبداعية. المرأة السعودية عضو في وكالة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، واستحقت المرتبة الـ41 ضمن أقوى 50 سيدة أعمال عربية في مجلة “فوربس” ومنظمة اتحاد البرلمان الدولي التابعة للأمم المتحدة، كما تم تعيينها وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة. منظمة السياحة العالمية أعلنت في فبراير 2017، تسمية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار “سفيراً خاصاً للسياحة المستدامة من أجل التنمية”. حصلت الشيخة مي على ماجستير في التاريخ السياسي من إنكلترا، وشغلت منصب أول وزيرة للثقافة والإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي. في فبراير 2015 تم تعيينها رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار. قامت بتطوير قطاع الثقافة من خلال مشروعها “الاستثمار في الثقافة”، وفتحت شراكة بين قطاع الثقافة والمؤسّسات المصرفية، كما ترأست مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي. أسست وأدارت مجموعة من المراكز الثقافية منها: مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وبيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحافي. تم اختيار الشيخة مي رئيسة لِلَجنة التراث العالمي باليونسكو في دورتها الخامسة والثلاثين، واختارتها مجلة “فوربس” من بين أقوى 500 شخصية عربية. عندما نتحدث عن المرأة الإماراتية، فلا بد من ذكر الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي. الدكتورة القبيسي هي أول إماراتية تصل إلى قبة المجلس الوطني عبر انتخابات تشريعية، كما أنها الخليجية الأولى التي تصل إلى البرلمان عبر صناديق الاقتراع. كانت القبيسي العضو الوحيد المنتخب مع ثمان أخريات في الدور التشريعي، وذلك يعد إضافة حقيقية إلى الحياة السياسية داخل المجتمع الإماراتي. المرأة الإماراتية مثلت نسبة 22.5 بالمئة داخل البرلمان مما وضع الإمارات في المركز الثاني على مستوى العالم من حيث تمثيل المرأة بعد ألمانيا. عُيّنت القبيسي في ما بعد النائب الأول لرئيس المجلس الوطني، مما أتاح لها فرصة ترؤس جلسة المجلس الوطني السادسة المنعقدة في يناير 2012. كانت هذه سابقة برلمانية تعكس نجاح المرأة الإماراتية من خلال مشاركتها في صنع القرار. أصبح اسم صفاء الهاشم من البديهيات عندما نقرأ عن المرأة الكويتية، المرأة الوحيدة في مجلس الأمة الذي يضم 49 نائبا بالإضافة إليها. الهاشم صارمة في الاستجوابات، صاحبة كاريزما وقدرة على التأثير. عندما سُئلت عن سبب إصرارها على العودة إلى البرلمان طالما أنه لم يعد الجهاز الرقابي الذي تتمناه، أجابت “هذا بلدي، وسوف أظل أقاتل من أجله”. الهاشم أول امرأة ترأست جلسة لمجلس الأمة بوصفها مراقبا للمجلس بسبب غياب رئيسه، كما ترأست لجنة المرأة في اتحاد البرلمانيين العرب. تبنت قضايا مكافحة الفساد ورعاية الناس الأقل دخلا ومواجهة الشركات الكبرى. الهاشم حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الأعمال من جامعة هارفارد. بعد أن عملت في وزارة التعليم العالي لسنوات قليلة، تخلت عن الوظيفة لتؤسس شركة للاستشارات الإدارية والاقتصادية وترأست مجلس إدارتها. أحد الشعارات التي اشتهرت بها “أنا خادمة الشعب ولست مندوبة خدمات”. من ضمن النساء القطريات اللاتي تم تكريمهن في قطر مؤخراً، واللاتي يعملن على تغيير وتطوير مستقبل بلادهن ثلاث سيدات متألقات. المخرجة السينمائية سارة الدرهم، والكاتبة مريم السبيعي التي تمّ تعيينها مديرًا للبرامج في تلفزيون قطر، وعائشة المضاحكة التي استطاعت أن تشقّ طريقها لتصبح المدير التنفيذي لمؤسسة “إنجاز قطر” وهي اليوم الرئيسة التنفيذية لحاضنة قطر للأعمال. تكريم السيدات القطريات جاء تفاعلاً مع جهودهن البارزة في تطوير المجتمع القطري في مختلف المجالات، وتكريماً لدور المرأة القطرية المتميز في بناء المجتمع القطري الحديث. تكريم المرأة القطرية القوية الملهمة دليل على مساهمتها بكل كفاءة وقدرة وعزم على تحديث المجتمع القطري في قطاعات كثيرة مثل التربية، والتنمية الاجتماعية، وفي إدارة الأعمال، والمجالات السياسية، والرياضة، والإعلام، والفن والثقافة. آسيا الجابري ومروة الحبسي وصفاء المخيني ثلاث نساء عُمانيات في العشرينات من العمر مثلن بلدهن بكل قدرة وجدارة. عمل هذا الفريق العماني النسائي على إقامة مشروع تطبيق تقني يساهم في تطوير آليات تساعد الطلاب الذين لديهم عسر تعلمي على القراءة. بدأ المشروع عندما كانت الجابري تحاول مساعدة قريبها الذي يبلغ من العمر 9 سنوات حين وجدت أنه يواجه صعوبة في القراءة، وعندما تم تشخيصها وجدت أن لديه عسرا تعلميا. الجابري أرادت أن تساعد كل الأطفال الذين يحتاجون رعاية خاصة، فقامت مع زميلتيها الحبسي والمخيني على إنشاء تطبيق يعلم الأولاد، الذين لديهم عسر تعلمي، آليات تساعدهم في القراءة. مثلت الرائدات الثلاث بلادهن في النهائيات العالمية لمسابقة كأس التخيل في سانت بطرسبرغ بروسيا، وكنّ من الفرق القليلة الناجحة المكونة فقط من إناث. تزامناً مع التقدم السياسي والانفتاح الاجتماعي، تحتاج دول مجلس التعاون الخليجي إلى المزيد من المبادرات الحكومية لتوسيع دائرة عمل المرأة وفرضها على القطاع الخاص، وكذلك منحها مراكز مرموقة لتأخذ مكانها بين الدول المتقدمة. عضو جمعية الاقتصاد السعودية سراب/12
مشاركة :