انتقد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس بمناسبة لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، تدخل روسيا «غير المقبول» في شؤون الدول الأخرى، وخصوصاً دول البلقان وأوكرانيا إذا كانت ترغب في أي فرصة لبدء علاقات جديدة مع الغرب. وقال جونسون لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي: «لنكن واضحين تماماً، روسيا لا تنوي الخير مطلقاً». وأضاف أن الروس «متورطون في حرب معلوماتية وفي تقويض الدول في غرب البلقان - وقد شاهدتم ما حصل في مونتينيغرو - إضافة إلى ما حدث في شرق أوكرانيا». وتابع: «هذا غير مقبول مطلقاً... عليهم أن يتغيروا، عليهم أن يبرهنوا أنه يمكن الوثوق بهم مرة أخرى». في المقابل، نفى جونسون، الذي من المقرر أن يزور موسكو قريباً تلبية لدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن يكون أحد في أوروبا أو الولايات المتحدة يريد أن يرى عودة لأيام الحرب الباردة. وأكد أن الهدف يجب أن يكون «محاولة الحوار مع الروس ومحاولة فهم موقفهم... وإعادتهم إلى المسار الأفضل»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. من جانبه، وفي إجابة على سؤال حول احتمال لقاء بين بوتين وجونسون خلال زيارة مرتقبة سيجريها الوزير البريطاني إلى موسكو، قال المتحدث باسم الكريملين ديمتري بيسكوف لوكالة «تاس»: «حتى الآن لا يوجد أي خطط (لعقد مثل هذا اللقاء)». وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد أعلنت مؤخراً أن جونسون سيزور موسكو بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث سيجريان محادثات «مكرسة لبحث العلاقات الثنائية، وجملة من القضايا الملحة، بما في ذلك أوكرانيا وسوريا»، موضحة في الوقت ذاته أن الزيارة لا تعني عودة تامة للعلاقات الثنائية، «وما زال وزير الخارجية على حزمه من القضايا التي لا تتوافق حولها مواقفنا مع المواقف الروسية». بدوره، شدد ألكسندر ياكوفينكو، سفير روسيا في لندن، على أهمية الحفاظ على الحوار بين البلدين، وعلق على زيارة جونسون المرتقبة إلى موسكو في تغريدة على «تويتر» قال فيها: «الحوار (بين موسكو ولندن) مهم حول القضايا الدولية، والعلاقات الثنائية». وتترافق التحضيرات لزيارة جونسون إلى موسكو مع دعوات يطلقها أعضاء في مجلس العموم البريطاني، يطالبون فيها حكومتهم بالتعاون مع روسيا في مجال التصدي للإرهاب. وكانت كريسبين بلانت، رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس قد أعربت عن ترحيبها بزيارة جونسون إلى موسكو، ودعته لاستغلال الزيارة كفرصة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، معربة عن اعتقادها بأنه على بريطانيا «التنسيق مع روسيا للانتصار على العدو المشترك في سوريا والعراق (داعش)، وكذلك لإعادة الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون هناك، إلى السيطرة الحكومية». وتجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة أجراها وزير خارجية بريطاني إلى روسيا كانت في ربيع عام 2012، وكان وزير الخارجية حينها ويليام هيج. وأدت الأزمة الأوكرانية في 2014 إلى تدهور العلاقات بين موسكو والغرب. كما فشلت الجهود المتكررة لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لروسيا. ويعتقد القادة الغربيون أن موسكو تتدخل في القتال للضغط على كييف. وسيناقش قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ28 وضع منطقة غرب البلقان في قمة تعقد في بروكسل الخميس المقبل.
مشاركة :