أكد قائد قوة أمن المنشآت بمحافظة ينبع، العقيد ركن عبدالعزيز بن ضويعن الجهني، أن الأمن الفكري في غاية الأهمية، منوهاً إلى خطورة اختراقه على الفرد والمجتمع. وتطرق “الجهني” في المحاضرة التي ألقاها اليوم الثلاثاء، بشركة مرافق بالصناعات الثقيلة بينبع الصناعية، بعنوان “الأمن الفكري” وتقسيمه إلى أمن وفكر، مبيناً أنه إذا فقد المجتمع الأمن الذي أتى في القرآن مقترناً بسد الجوع، فالإنسان بعد سد جوعه يبحث عن من يحقق له الأمن، وفي غيابه يتحول المجتمع إلى جماعات صغيرة كثيرة متناحرة وكل جماعة تريد تحقيق الأمن لذاتها وفي سبيل ذلك تسحق الجماعات الأخرى فيكثر السلب والقتل. وأشار إلى خطورة الاختراق الفكري حيث يهدف إلى تحويل الشخص عن قيمه الدينية الصحيحة المستمدة من الشرع إلى التطرف والبعد عن المصادر الأساسية والقيم العالية، وأن ذلك التطرف ينشيء جماعات صغيرة متطرفة فكرياً ومع تزايدها وتزايد قوتها تبدأ في فرض أفكارها الشيطانية وتلجأ في سبيل فرض ذلك إلى قوة السلاح في محاولة لفرض أيدلوجياتها على المجتمع. وأضاف “الجهني” أن فقد الأمن من الناحية الأمنية يشبه فقد الفكر واختراقه في سوء النتائج المترتبة عليه، وأن الإنسان بطبعه يصعب عليه تخيل فقد الأمن كونه ينعم به ولم يجرب فقده، مضيفاً: “ولكن لو ألقيت نظرة على من فقدوا الأمن في أوطانهم وكيف أصبح حالهم لتجلت لك الصورة تمامًا”. وتابع، أن الأمن الفكري مسؤولية الدولة والمجتمع والمدرسة والوالدين على وجه الخصوص، وأن الطفل يستشعر محبة وطنه من محبة والديه ومعلمة لهذا الوطن، وكيف لطفل أن يتربى على حب وطن إذا كان والده أو معلمه يسخر من هذا الوطن. وأكد أنه من المهم تكاتف الجميع وأن يكون هناك دفاعات قوية يتم بناؤها في الإنسان لمنع تلك الاختراقات، ودلل على ذلك بمثال طريف على برنامج “الواتس آب”، وقال موجهًا سؤاله للحضور: إذا كنت ترسل كل ما يصلك في “الواتس آب” على أنه حقيقة، فهذا يعني أن عقلك قابل للاختراق، حيث وضح أن الاختراق أبواب ودرجات، أدناها اختراق السلوكيات وأعلاها أن يرتمي الإنسان في أحضان الفئات الضالة، فيبيع نفسه ووطنه للشيطان، بل إن الشيطان قد لا يقتل والديه! وتطرق إلى طرق اختراق العقل وأنها تتم بطرق وصور متعددة، فكل ما تقع عينك عليه أو تسمعه أذنك قد يحدث منه ذلك الاختراق، فقد يكون مثلاً في صورة أو في سماع رأي خاطئ ولم تستمع إلى الرأي الصحيح، وقد يكون عن طريق المخدرات والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل بل قد يكون حديثًا بين اثنين استمعت إليه بالصدفة. وشدد”الجهني” على ضرورة حماية الأطفال ومراقبتهم وسماهم “الجذور” وأنه إذا لم تكن هناك مراقبة وتحفيز لهم في اكتساب المفيد وتعليمهم وتثقيفهم، فهم عرضة لتلك الاختراقات السلوكية التي تضرب تلك الجذور، مبينًا أن هذا البلد مستهدف، محذرًا من غياب الحس الأمني مع الذين لا يبالون بما يحاك لهم في الخفاء.
مشاركة :