أجمَعَ أطباء استشاريون على أن تناول المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمياه الغازية، يصيب بحساسية الأسنان، وتغيير تركيبة السن وتسوسها، إضافة إلى تأثيرها السلبي على امتصاص الحديد، وتتسبب في فقر الدم (الأنيميا)، وضعف الذاكرة وفقدان الشهية. واتفق الأطباء مع الدراسات والأبحاث التي تم إجراؤها في عدد من قارات العالم، على أن المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمياه الغازية؛ جميعها مسؤولة عن إلحاق العديد من الأضرار بصحة الإنسان، وتبدأ سلسلة الأمراض التي يمكن أن تصيب متناولها بزيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى السكر، والكوليسترول، وضعف العظام وهشاشتها، وقرحة المعدة، وإضعاف الخمائر اللعابية، وتثبيط الأنزيمات الهاضمة، وعسر الهضم، وتآكل ونخر الأسنان وتسوسها، وانزلاق اللثة، وتكوّن حصوات الكلى، والأنيميا، وضعف الذاكرة، وفقدان الشهية، وزيادة الوزن والسمنة، واضطراب النوم. ويؤكد الدكتور طارق السيد عباس، استشاري مساعد الغدد الصماء في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، أن المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمياه الغازية تؤثر بالسلب على الجسم من عدة جهات؛ نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من السكر والكافيين والمنبهات الأخرى، التي تزيد من معدل السمنة والسكري، كما أنها تساهم في زيادة الكورتيزول؛ مما يزيد من معدل السمنة والسكري بشكل أكثر، ويقلل من هرمون السيروتونين؛ مما يُحدث اضطراباً في النوم. من جهته، يوضّح الدكتور عبدالمحسن عبدالرحمن الربيعة، رئيس قسم إصلاح الأسنان بالحرس الوطني والأمين المالي لجمعية إصلاح الأسنان السعودية، أن المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمياه الغازية تحتوي على كميات هائلة من الأحماض والسكريات؛ لذا تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان وتسوسها؛ وفقاً لدراسة طبية أمريكية قامت بها أكاديمية طب الأسنان. وأشار إلى أن تناول مشروبات الطاقة يزيد من خطر زيادة حساسية الأسنان وتسوسها، وتغيير تركيبة السن ولونه بسبب تآكل المينا وظهور طبقة العاج، إضافة إلى أنها قد تتسبب في أضرار كبيرة في القلب؛ لاحتوائها على نسبة كبيرة من الكافيين، والجهاز الهضمي وبعض الأمراض مثل السكري وهشاشة العظام وغيرها. ولخطورة مشروبات الطاقة على الصحة، اتخذ مجلس الوزراء السعودي، قراراً بحظر بيع مشروبات الطاقة في المقاصف والمطاعم بالمنشآت الحكومية والأندية الرياضية الحكومية والخاصة، كما ألزمت الحكومة أصحاب المصانع والمستوردين لمشروبات الطاقة بكتابة نص تحذيري بأضرار هذه المشروبات. وقال الدكتور محمد يوسف، طبيب الجلدية بالمركز الطبي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إن المشروبات الغازية انتشرت منذ قرون -لا نقول عقود أو سنوات- والعجيب أنها في بداية تصنيعها تم تسويقها على أنها ترقى لأن تكون علاجاً، وهذا قد يكون سائغاً وقتها؛ فلم يكن هناك الميزان العلمي الدقيق الذي نتمتع به الآن. وأضاف: مما يؤسف له أنه برغم كل تلك الأضرار التي تم إثباتها علمياً وتتكشف يوماً بعد يوماً؛ نجد جموعاً من الناس -بل وحتى بعض الأطفال- يُقبلون عليها بنهم شديد؛ فالتحضر والمدنية والعلم -مع الأسف- لم يعطِ مناعة للإنسان لتناول ما يفيده وتجنب ما يضره؛ فما زال الإنسان يقيس طعامه بمجرد الطعم لا بالفائدة، وعلى الإنسان أن ينظر مغبة الطعام ومكوناته وما هو نافع فيقبل عليه، وما هو ضار فيجتنبه؛ امتثالاً لمعيار العقل والأبحاث العلمية التي تدل الإنسان على الصالح والطالح من طعامه وشرابه.
مشاركة :