ما يستهلكه الشباب العربي لا يشكل غذاء معرفيا حقيقيا. لقد امتطوا وسائل الاتصال الاجتماعي لتصل بهم إلى النقطة التي ينبعث منها معنى خوائهم وتماهيهم مع الفراغ من حولهم. يمكن النظر إليهم باعتبارهم ضحايا لمناهج التعليم في بلادهم. وهو أمر مؤكد. غير أن المؤكد أيضا أن أحدا منهم لم يعد يملك القدرة على التمرد على الوعي الجمعي الذي خلقته الأنظمة السياسية في محاولتها تطبيع اليأس. لقد ضيع النظام السياسي العربي فرصا مؤكدة لإثبات انتمائه الوطني الحقيقي من خلال إصراره على التمسك بالشعارات من غير اللجوء إلى حلول واقعية لمشكلات المجتمع وهو ما قاد بالضرورة إلى تحلل المجتمع من مسؤوليته في مواجهة تلك المشكلات. لهذا يبدو العجز واضحا. فالمجتمعات التي غادرتها أنظمتها السياسية القديمة لا تملك ما يعينها على اختراع نظام سياسي بديل. وهو ما يعني أنها لا تكون قادرة على الانزلاق إلى الهاوية. أيحق لنا بعد كل هذا أن نفكر بالمستقبل؟ فاروق يوسف
مشاركة :