تتابع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بقلقٍ عميق المجاعة التي بدأت تداعياتها في الظهور في الصومال ومنطقة القرن الافريقي بشكلٍ عام نتيجة الجفاف الشديد الناجم عن قلة الأمطار , والتي تُهدد حياة أكثر من 17 مليون شخص بالمجاعة في دول منطقة القرن الافريقي , حيث يجتاح الجفاف كلاً من جيبوتي , واريتريا , واثيوبيا , وكينيا والصومال وجنوب السودان , والسودان , وأوغندا . وتقف الصومال على حافة مجاعة وشيكة , حيث أن نحو ستة ملايين شخص , ما يُقارب نصف سكان الصومال , بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة , وفي تطورٍ يُشير إلى عمق الأزمة لقي ما يزيد عن 110 شخص حتفهم خلال اليومين الماضيين في الصومال , بسبب الكوليرا , والمجاعة الناتجة عن الجفاف المتواصل حسبما أعلن رئيس الوزراء حسن علي خير في العاصمة الصومالية مقديشو في 4 مارس 2017م , في حين أصبحت المؤشرات التحذيرية لهذه المجاعة واضحة للغاية , حيث قدّر مكتب منظمة التعاون الإنساني لتنسيق العمل الإنساني والتنموي في الصومال عدد النازحين خلال شهر فبراير المنصرم , بما يربو على 50 ألف نازح من القرى , والريف الصومالي إلى المدن : مثل العاصمة مقديشو، وأفجوي، بيدوا، وكسمايو, ودولو, ولوق, وبلدويني, وعدادو, وعابدواق, وجرعيل, وطوسمريب . وتُشاطر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي , إزاء هذه الكارثة الإنسانية , العديد من الشركاء الإنسانيين قلقهم البالغ , بشأن حجم الاستجابة الدولية تجاه المجاعة المحتملة في الصومال التي كانت قد عانت في العام 2010م حتى 2012م , من مجاعة أدت إلى وفاة نحو 260 ألف شخص , وتحذر الأمانة العامة من مغبّة التباطؤ في التدخل الإنساني , وضرورة التحرك الفوري قبل فوات الأوان . وتُهيب الأمانة العامة بالمجتمع الدولي والدول الأعضاء وشركائها في العمل الإنساني , بمضاعفة جهودهم في التخفيف من معاناة المتضررين من الجفاف , ورفع مستوى التدخل الاغاثي العاجل حتى لا يتفاقم الوضع الإنساني الراهن ولتفادي مجاعة حادة , فإنها ومن خلال مكتبها التنموي في الصومال على أتم الاستعداد للتعاون مع المجتمع الدولي , وشركائها في العمل الإنساني في هذا الشأن في ضوء جهوده المستمرة في الصومال منذ مجاعة العام 2011م .مما يُذكر أن الصومال تُعد واحدة من أربع دول مصنفة على أنها على وشك مواجهة مخاطر مجاعة حادة , إلى جانب نيجيريا , وجنوب السودان , واليمن , حيث يعيش أكثر من 20 مليون شخص أوضاعاً مأساوية ويتعرضون لخطر المجاعة في هذه البلدان الأربع. وينبغي التحرك الآن وبسرعة كبيرة لتفادي انتشار المجاعة على نطاق واسع , حيث أعلن أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة , في 22 فبراير 2017م , أن هيئات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بحاجة بشكلٍ طارئ إلى 4.4 مليارات دولار بحلول نهاية مارس , لمكافحة المجاعة في اليمن , والصومال , وجنوب السودان , ونيجيريا , وما تم تلقيه حتى الآن لا يتجاوز 90 مليون دولار. كما أكدت الأمم المتحدة إن هناك 1.4 مليون طفل معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المجاعة في الدول الأربع , ويعاني نحو 462 ألف طفل من سوء تغذية حاد في اليمن وحدها نتيجة الحرب الأهلية المحتدمة منذ عامين . رابط الخبر بصحيفة الوئام: «التعاون الإسلامي» تهيب بالدول الأعضاء التدخل العاجل لإنقاذ الصومال من مجاعة وشيكة
مشاركة :