عرض ستة من المتراجعين عن الفكر الإرهابي تجاربهم في التراجع عن أفكارهم، مبدين ندمهم على الأخطاء التي ارتكبوها، ومشيرين إلى الصورة الذهنية السلبية التي كانت تنقل لهم عن التعامل مع الموقوفين والتي أثبتت تجاربهم عدم صحتها. وذكر خالد الجهني (40 عاماً)– موظف في شركة الكهرباء– أن البداية كانت في عام 1994 في أحداث البوسنة، حين ذهب بنية الجهاد، وفي 1996 كان الذهاب إلى الفلبين ثم أفغانستان للتدريب، ليسجن بعدها في باكستان لمدة ثلاثة أشهر، حيث وجد أن النية اختلفت، والبداية كانت للجهاد، ثم وجد نفسه تأثر ببعض الأفكار، وبعدها تمكن من الرجوع إلى المملكة بصورة غير رسمية، وعاد إلى وظيفته بدون علم السلطات بوجوده، ليمكث عامين وهو ما زال مطلوبا وبدافع الخوف قرر الهروب والعودة مرة أخرى إلى أفغانستان عام 2001، وشارك في أحداث سبتمبر، وألقي القبض عليه وسلم إلى الأمريكان وكانت فترة "توقيفه في جوانتانامو" لمراجعة النفس عن الأخطاء التي وقع بها. فيما قال يحيى بن حسن الجبران إنه نتيجة ظروف تتعلق بعمله ودراسته فكر في الانضمام إلى الجماعات المتطرفة بعد أن ذهب إلى العراق للجهاد دون إخبار عائلته، ليتعرف هناك على أنواع التناحر وتغذية الطائفية وأصيب في إحدى العمليات وتم نقله إلى سورية ومعالجته بشكل غير رسمي، ثم سلم نفسه إلى السفارة السعودية في دمشق التي نقلته إلى المملكة، وكانت مرحلة المناصحة مرحلة مهمة بالنسبة له، حيث تغيرت الكثير من الأفكار وقدم له المركز المساعدة وظيفياً واجتماعياً. وقال عبد الرحمن الحويطي– مدير إدارة كلية الاقتصاد المنزلي في جامعة تبوك– إن تجربته في الانخراط في الجماعات الإرهابية كانت عن طريق اليمن، حيث بدأوا بتدريبه عسكريًّا ثم بدأوا يعرضون عليه العديد من الشبه والأفكار التكفيرية، وبعد رغبته في التراجع والعودة إلى السعودية، قاموا بتخويفه من السلطات وتمزيق جواز سفره، ولكنه قرر العودة وتسليم نفسه للسلطات السعودية التي تعاملت معه بخلاف ما كان يقال له، حيث كان لاستقباله ورعايته ومناصحته دور في تراجعه ومحاربته للفكر الإرهابي. وقال ماجد بن حمد الفريح إن تجربته في الانضمام إلى الجماعات الإرهابية كانت تحت غطاء العمل الخيري في أفغانستان، حيث سجن في باكستان ثم نقل إلى (جوانتانامو)، وبعد ست سنوات قضاها في المعقتل عاد إلى السعودية، حيث كانت طريقة استقباله جيدة وساعدت على تغيير فكرته وتصحيح كثير من الشبه والمفاهيم لديه. وأشار عبد الرحمن بن سعود الدويش إلى أن تعاطفه مع الفكر الإرهابي انطلق من خلال أحد زملائه الموجودين في العراق الذي تواصل معه عبر الإنترنت، وبعدها تم إيقافه من قبل الجهات المختصة وخلال فترة الإيقاف تمت جلسات المناصحة من خلال دروس علمية ونفسية واجتماعية، ثم الانتقال إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، حيث وجد الرعاية والاهتمام مما ساعده على التراجع عن أفكاره السابقة.
مشاركة :