ينصح علماء من كلية الطب بجامعة هارفارد، من خلال دراسة حديثة نشرت بمجلة «الطب التجريبي»، بضرورة وقاية الجسم من التليّف المرتبط بتقدم العمر والذي يؤدي بالأخير إلى إضعاف وظائف أعضاء الجسم.يتعرض الجسم لهجمات مرضية من حين لآخر وتبقى لكل فترة مرضية آثار في جسم الإنسان تتأثر معها الأعضاء الداخلية له بطريقة تدريجية وتتعرض للتليّف، وهو ترسّب الكولاجين الخشن بأنسجة الجسم، وذلك في كل مرة يتعرض لها الجسم للمرض أو الإصابة ومع تقدم العمر وتراكم تلك التليّفات تتدهور الصحة؛ وينتج التليّف من محاولة جهاز المناعة الدفاع عن الجسم عند تعرضه للإصابة أو نتيجة الجهد الذي يسببه المرض بالجسم أو بسبب العوامل البيئية أو دخول العدوى؛ ويرى الباحثون أن العلاجات الوقائية تلوح في الأفق خصوصاً بعد تمكنهم من تحديد جين مسؤول عن التليّف وتوصلهم إلى بعض الحلول العلاجية الممكنة، حيث قاموا بمحو جين واحد وهو الجين PAD4 وكان لذلك أثر كبير في الحد من عمليات التليّف، وتشير الدراسة إلى أن العلاج المستخدم في حالة التليّف الكيسي يمكن أن يقي أعضاء الجسم أثناء النوبات المرضية الحادة كالتهاب الرئة أو النوبة القلبية، ويعتقد الباحثون بأنه يمكن تطوير علاج في شكل قرص واحد يومي لتثبيط الجين كإجراء وقائي من التليّف، ويتحكم ذلك الجين بانزيم يحمل الاسم ذاته ويؤدي إلى تنشيط استجابة مناعية غير طبيعية تضر بالجسم تقوم فيها العدلات (أحد أنواع خلايا الدم البيضاء) بمهاجمة ذاتها وتخرج جدائل الحمض النووي إلى الخارج ما يعرف بـ«فخاخ خارج العدلات» للإمساك بالأجسام الغريبة التي تدخل إلى الجسم ما ينتج عنه خروج بعض الدماء نتيجة محاولة الإمساك، وبدلاً من أن تكون تلك المحاولة مفيدة لوقاية الجسم من الالتهابات والأمراض فإنها تتسبب في ترسب الكولاجين الضار بالعضو، ومع تراكم من وقت لآخر يتعرض العضو للتليّف، لذلك تفيد مثبطات الجين في منع تكوّن فخاخ خارج العدلات أثناء النوبة المرضية، وبالتالي منع تليف أعضاء الجسم الداخلية للحفاظ على الصحة العامة للجسم واستمرارية قيام أعضائه الداخلية بوظائفها .
مشاركة :