أول مصورة تلفزيونية موريتانية.. ميمونة تكسر التابوهات

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت الموريتانية ميمونة بنت الشيخ (28 عاما) حديثها لموقع "الحرة" عن ذكرياتها حينما كانت الفتاة الوحيدة التي اختارت أن تتدرب على مهارة التصوير التلفزيوني، ضمن تدريبات قدمها البنك الدولي في العاصمة نواكشوط قبل عدة سنوات. ذلك التدريب على مهارات الإعلام جذب ميمونة، رغم أنها دخلت الحياة العسكرية التي كانت حلم الطفولة ثلاثة أسابيع فقط. وكانت زميلاتها قد اخترن المشاركة في التدريب الخاص بتقديم البرامج الاذاعية أو النشرات التلفزيونية. لكن اختيار ميمونة لهذا المجال جعلها أول موريتانية تحترف التصوير التلفزيوني الذي يحتكره الرجال في بلدها منذ زمن طويل. في 2012 نزلت ميمونة إلى الميدان تزاحم المصوريين التلفزيونيين الذين لم يعتادوا على وجود فتاة بينهم، وتقول لموقع "الحرة" إنها استطاعت أن تجد لها مكانا في ميدان العمل رغم "كل المضايقات" التي تعرضت لها من المحيط الذي استغرب وقوف فتاة خلف كاميرا تلفزيونية. ميمونة بنت الشيخ الإحباط الأول تقول ميمونة إن التصوير التلفزيوني لم يكن حلم طفولتها، بل كان الدخول إلى الحياة العسكرية وحمل السلاح حلما راودها منذ الصغر، لكنه لم يتحقق بسهولة. ففي عام 2006، وبعد أن نجحت ميمونة في امسابقة لقوات البحرية، بدأت في خوض التدريب العسكري الذي استمر لثلاثة أسابيع فقط، "فقد جاءت والدتي وأخرجتني بالقوة من ساحة التدريب، وقالت لي إن هذا حرام"، تقول ميمونة. لم يقتصر الإحباط الذي أصاب ميمونة على هذه التجربة فقط، بل " تزوجت وأنا صغيرة وأنجبتُ فتاتين ثم وقع الطلاق، فكانت تجربة فاشلة مثل التجربة التي سبقتها" تضيف ميمونة لموقع "الحرة". ميمونة أثناء التصوير حلم جديد اعتبرت ميمونة فشلها في التجربة الثانية (الزواج) بداية لنهاية "هيمنة الأسرة"، لذلك قررت أن ترسم خطة جديدة للمستقبل في مجال غير المؤسسة العسكرية. وانتهزت هذه الشابة فرصة التدريب التي أتاحها البنك الدولي سنة 2011، والتحقت بقناة الساحل الموريتانية الخاصة لتصبح الفتاة الوحيدة بين فريق مصورين من الرجال. عانت ميمونة من نظرة المجتمع التي تستغرب عمل المرأة وراء الكاميرا التلفزيونية، وتجاوز الأمر ذلك إلى إلى مضايقات من زملائها "فحين أصور المؤتمرات والأحداث وأطلب منهم (الزملاء) أن يساعدوني على إيجاد مكان، كان يرفضون، إلى غيرها من المضايقات." فتاة "تأبى الانكسار" وتضيف ميمونة لموقع "الحرة" أنها في كل مرة تذهب لتغطية حدث ما " أرى نظرات الناس لي"، مؤكدة أنها استطاعت تجاوز النظرة المجتمعية ومواصلة الطريق رغم أنها ما زالت تبحث "عن الأفضل. فلم أحقق حتى الآن حلمي في هذا المجال. لم أجد بعد فرصة كافية". قالوا عنها رغم المضايقات التي تعرضت لها ميمونة، إلا أنها نالت إعجاب بعض الصحافيين الذين وجدوا في قصتها نموذجا ملهما للمرأة الموريتانية التي تكافح من أجل حقوقها. يقول الصحافي الموريتاني عيسى الطالب عمار إن المصورة ميمونة" أثبتت أن المرأة الموريتانية تستطيع أن تقوم بنفس الأدوار التي كانت في العرف الاجتماعي حكرا على الرجل، هذه المرأة التي غامرت من أجل التقاط أجمل الصور وأعمقها دلالة، أبت إلا أن تواصل مشوارها الإعلامي رغم العوائق التي اعترضت طريقها". الصحافي بقناة الساحل الموريتانية المهدي النجاشي قال إن ميمونة "كسرت كل القيود كي تكون ما أرادت لا ما أراد لها المجتمع. تحدت كل التابوهات وكل العوائق كي تنجح في هوايتها بالتصوير التلفزي رغم المشقات وشح الموارد ونظرة الرجل لها كحالة فريدة". ويضيف النجاشي في حديث لموقع "الحرة" أن ميمونة " حالة فريدة تستحق التأمل والتوقف في مشوارها المتميز. فهي حالة ابداع لم تتكرر بعد". المصدر: موقع الحرة

مشاركة :