تونس - اختتمت الاربعاء الدورة الأولى للتظاهرة الفنية التونسية "ملحمة بن ڨردان" بالمركب الرياضي بحي المطار. وشاركت الفنانة السورية الملتزمة فايا يونان في الدورة الاولى لـ"ملحمة بن قردان" في اطار احياء ذكرى النجاح البطولي لرجال الامن والاهالي في المدينة التونسية وتصديهم لمخطط اقامة "امارة اسلامية". وفايا يونان مُغنية سورية سويدية، وُلدت في عام 1992 في بلدة المالكية وَنشأت في مدينة حلب وَتُقيم حالياً في بيروت، وعملت ناشطة في مجال حقوق الإنسان والمُساعدة الاجتماعية عبر منظمة الصليب الأحمر الدولي بالسويد. وبدأت شُهرة فايا يونان بالظهور بشكل واسع في عام 2014 بعد إطلاقها أُغنية مُشتركة مع أُختها ريحان يونان بعنوان "لبلادي" تم خلالها استعراض آثار الحَرب والدمار على الشُعوب. وتُرجمت الأغنية إلى عدة لُغات وتم بثها عبر قنوات تلفزيونية عالمية كما عُرضت في عدد من المدارس. وأحييت الفنانة الشابة بعدها حَفلات موسيقية في دار الأوبرا السُورية وَقصر الأونيسكو ومسرح بيار أبوخاطر والجامعة الأميركية في بيروت والجامعة الأميركية في دبي ومسرح الأوديون في عمّان ودار الأوبرا المصرية ومكتبة الإسكندرية. وتُعتبر فايا يونان أول مُغنية تَحصل على تمويل من الإنترنت لإنتاج أُغنيتها "أُحب يديكَ". واستعدت فايا يونان للحفل بمشاركة الاوركسترا السنفونية التونسية بقيادة الاستاذ حافظ مقني، وغنت للحب والوطن والسلام في التظاهرة الاولى. وملحمة بن قردان انطلقت يوم 7 مارس/اذار 2016 بهجوم مفاجئ من طرف عناصر ارهابية مسلحة، في ساعة مبكرة على المدينة في محاولة للسيطرة عليها، واعترضتها قوات من الجيش والشرطة وتمكنت من احباط مخططهم. وانتهت الاشتباكات في منتصف النهار تقريبًا، وتواصلت عمليات المطاردة في المناطق المجاورة ليتم القضاء على 36 مسلحًا، واعتقال 7 اخرين. واستشهد حوالي 12 فردا من الجيش الوطني و7 مدنيين، وبلغ عدد الجرحى 27 فردا. وكانت الفنانة السورية فايا يونان قالت إنّها سعيدة بهذه المشاركة خاصة وأنها تتناسب مع موقفها ضد الإرهاب، كما أنها سعيدة بالغناء رفقة الأوركستر السمفوني التونسي. وغنت فايا يونان اغنية ذائعة الصيت "نحب البلاد" من أشعار الراحل صغير أولاد أحمد. وافاد الناشط الحقوقي مصطفى عبدالكبير أن تظاهرة الإحتفال بذكرى ملحمة بن قردان بدأت منذ 2 مارس/اذار وتم خلالها إحياء سهرات وعروض فنية وموسيقية للأطفال. وتم خلال الحدث الفني تقديم عرض غنائي ومسرحي للملحمة شارك فيها أكثر من 50 فنان مسرحي وغنائي تونسي. وشهدت التظاهرة مشاركة الفنان التونسي والنجم العربي لطفي بوشناق المعروف بأغانيه الوطنية وفي مقدمتها "خوذوا الكراسي". وتشهد ملحمة بن قردان على حب التونسيين للحياة وتشبثهم بطابع الدولة المدني ورفضهم القاطع والصريح لثقافة الارهاب والتطرف الفكري واستماتتهم من اجل الدفاع عن وطنهم وارضهم. وكان رئيس الحكومة التونسية في ذلك الوقت الحبيب الصيد أشاد بـ"العمل البطولي لوحدات الجيش والحرس والأمن الوطنيين في تصدّيها للعصابة الإرهابية المتسلّلة من ليبيا، وإحباط ما كانت تخطط له من عمليات إرهابية". وكان الصيد اعلن ان الجهاديين الذين نفذوا فجر الاثنين هجمات متزامنة على ثكنة عسكرية ومركزين للأمن في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، كانوا يريدون إقامة "إمارة داعشية" في المدينة، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية. وقال الصيد في خطاب متلفز توجه به الى التونسيين "كان الهدف من هذا الهجوم إرباك الوضع الأمني في بلادنا وإحداث إمارة داعشية في بن قردان". وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تصريح نقله التلفزيون الرسمي "هذا هجوم غير مسبوق ومنظم ومنسق وكانوا (الجهاديون) يقصدون منه ربما السيطرة على الأوضاع في هذه المنطقة والإعلان عن ولاية جديدة". وأضاف ان عناصر قوات الأمن والجيش "كانوا يترقبون عملية مثل هذه، ربما ليس بمثل هذه الاهمية لكنهم كانوا يترقبونها". وقال ان المواطنين "الآن في حالة حرب ضد هذه الهمجية والجرذان الذين سنقضي عليهم نهائيا".