مقتل ثلاثة مدنيين في غارات على الغوطة الشرقية لدمشق رغم إعلان هدنة

  • 3/9/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قتل ثلاثة مدنيين على الأقل اليوم الأربعاء، وأصيب العشرات بجروح جراء غارات استهدفت أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان روسيا وقفا لإطلاق النار في المنطقة. وفي شمال سوريا، تواصل قوات النظام السوري بدعم روسي تقدمها في ريف حلب الشرقي حيث باتت على أطراف مطار عسكري يسيطر عليه الإرهابيون منذ العام 2014، تزامنا مع استمرار عمليات نزوح المدنيين خوفا من شدة القصف. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس» اليوم الأربعاء، إن «شابا وامرأة قتلا الأربعاء، كما أصيب 11 آخرون على الأقل جراء غارات استهدفت مدينة دوما»، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق. وأشار إلى أن طائرات حربية «لم يعرف إذا كانت سورية أم روسية»، استهدفت مدينتا عربين وزملكا، حيث قتل مدني، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على مدينة حرستا. وتسبب القصف على المدن الثلاث بإصابة 12 شخصا على الأقل بجروح. وقال عبد الرحمن، «إنها الغارات الأولى منذ إعلان روسيا عن وقف إطلاق النار» في المنطقة. وأفاد مراسل لـ«فرانس برس» في مدينة دوما بأن الأهالي سارعوا للاختباء في منازلهم، خشية من تجدد الغارات. وقالت زينة، وهي ربة منزل مقيمة في دوما لـ«فرانس برس» عبر الإنترنت، «الوضع مأساوي والقصف مستمر وكثيف». ويأتي تجدد الغارات إثر هدوء شهدته الغوطة الشرقية لدمشق منذ إعلان الجيش الروسي مساء الثلاثاء، وقفا لإطلاق النار في المنطقة، قال، إن تطبيقه بدأ منتصف ليل الأحد الإثنين على أن يستمر حتى العشرين من الشهر الحالي. وتعد منطقة الغوطة الشرقية لدمشق والتي تتعرض بشكل دائم للغارات والقصف، أبرز معاقل جيش الإسلام، الفصيل المعارض الواسع النفوذ في ريف دمشق. وقال محمد علوش القيادي في جيش الإسلام، لـ«فرانس برس»، إن «إعلان روسيا وقفا لإطلاق النار في الغوطة الشرقية لدمشق هو إعلان سياسي فقط، لكنه غير منفذ عسكريا». وقال، إن روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، «تريد أن تقدم نفسها حيادية وراعية للحل السياسي ولكن على الأرض الوضع مختلف». واعتبر أن الإعلان الروسي «جاء متأخرا، إذ كان من المفترض أن يعلن في الخامس من الشهر الحالي لكن النظام لم يلتزم»، مضيفا، «حتى مع هذا الإعلان، لا يوجد التزام بنظام التهدئة». وترأس علوش وفد الفصائل المعارضة إلى جولتي محادثات عقدتا خلال الشهرين الماضيين في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبحثت الجولتان تثبيت وقف لإطلاق النار تشهده الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 ديسمبر/ كانون الأول، بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة، لكنه يتعرض لخروقات كثيرة خصوصا في الغوطة الشرقية لدمشق وأحياء في شرق العاصمة.142 قرية وبلدة .. على جبهة أخرى في محافظة حلب (شمال)، وصلت قوات النظام الأربعاء إلى أطراف مطار الجراح العسكري حيث تخوض اشتباكات ضد تنظيم «داعش»، تترافق مع قصف وغارات سورية وروسية على مناطق الاشتباك ونقاط تواجد الإرهابيين، وفق المرصد. وقال عبد الرحمن، إن قوات النظام تعمل على توسيع نطاق سيطرتها جنوب بلدة الخفسة التي تمكنت من السيطرة عليها الثلاثاء، وعلى محطة ضخ للمياه تغذي مدينة حلب كان الإرهابيون يتحكمون بها. وباتت قوات النظام منذ بدء هجومها بدعم روسي منتصف يناير/ كانون الثاني، تسيطر على أكثر من 142 قرية وبلدة على الأقل في ريف حلب الشرقي. وتدفع كثافة القصف الجوي والمدفعي المواكب للهجوم مئات العائلات إلى النزوح يوميا من مناطق الاشتباك أو تلك القريبة منها. وشاهد مراسل لـ«فرانس برس» في محيط مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء، وصول عشرات الشاحنات والسيارات المحملة بالأغراض والحقائب والركاب، فيما كان نازحون آخرون برفقة أطفال يجلسون في ظل الشاحنات وسط الغبار في تلك المنطقة الصحراوية. وقال أبو حمود الذي كان يقيم قرب محطة الخفسة، وهو ينفث دخان سيجارته مع 13 شخصا من أفراد عائلته وأقربائه، «بدأ القصف وهربنا بحثا عن الأمان»، مضيفا، «نريد مساعدات للأطفال الذين ينامون في البرية.. لا طعام هنا وكل الناس ترانا لكنها لا تفعل شيئا». ويكرر المسؤولون المحليون في منبج مناشدة المنظمات الدولية والإغاثية تقديم المساعدات لعشرات آلاف النازحين إلى مناطقهم. ويعرب عبو الكساب النازح من بلدة الخفسة عن انزعاجه من الوضع الصعب. ويقول هذا الرجل الخمسيني، «تعبنا، كل ساعة يأتي أحد ليطالبنا بإظهار الهوية، في المحصلة سنضع الهوية على صدرنا ونمشي». ولا ينكر امتعاضه من كثرة الإجراءات بعد تحكم الإرهابيين بهم لفترة طويلة. ويضيف، «داعش أشبه بالسرطان ويجب استئصاله من جذوره». وذكرت منظمة الأمم المتحدة الأحد، أن 26 ألف شخص على الأقل فروا منذ 25 فبراير/ شباط الماضي، جراء هذا الهجوم، وتوجه كثيرون منهم إلى مدينة منبج وريفها. لكن مسؤولين محليين والمرصد أكدوا نزوح آلاف آخرين في الساعات الـ48 الأخيرة مع تقدم قوات النظام. وتشهد سوريا منذ 15 مارس/ أذار 2011، نزاعا داميا تسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.أخبار ذات صلةمصادر أمريكية وعراقية: هروب البغدادي من الموصل وترك المعركة للقادة…طائرات حربية تقصف شرقي دمشق بعد إعلان هدنةوزير الخارجية الإيراني يزور قطر ويلتقي أميرهاشارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :