دأب الأستاذ أحمد الصراف في صحيفة القبس الكويتية دوماً في السنوات الماضية، على كيل التهم لجمعية صندوق إعانة المرضى منذ حادثة جريمة اختلاس أموالها قبل بضع سنين، تارة بمقال كامل عنها وتارة بتذييل أي مقال له عن الجمعيات الخيرية بالغمز واللمز لجمعيتنا مذكراً المؤمنين «بخطايا» الجمعية لعلهم يتذكرون، وكان تعرضه للجمعية يتم تارة بالاستهزاء بسياسة أنشطتها التي أسعفت مئات الآلاف من المرضى المعسرين وبأهدافها العديدة في التنمية الصحية في البلاد، وتارة أخرى بالتشكيك بأعضاء مجلس إدارتها وإثارة الشبهات بأمانتهم وذممهم المالية، لا لشيء سوى أن هذه الجمعية وإداراتها لها توجه إسلامي تفخر بالمحافظة عليه، وذلك فيما يبدو واضحاً وجلياً حساسية الكاتب لهذا الاتجاه والذي يعتبره ستاراً ينتفع به المتدينون من دون العالمين، هذا وقد توج الكاتب أخيراً اتهاماته للجمعية بمقالين قبل بضعة أيام في صحيفة القبس، الأول نشر تحت عنوان «المتاجرون بأمراض الدولة» يوم الأحد بتاريخ 2017/2/19 والذي أشار فيه إلى جمعيتنا من دون ذكر اسمها، والمقال الثاني يوم الخميس بتاريخ 2017/2/23 نشر تحت عنوان «المختبئون»، حيث أورد فيهما العديد من الشبهات والاتهامات والمغالطات من دون سند صحيح، وأنه لمن المؤسف جداً على الكاتب الذي يدعي تأييده للديموقراطية وحرية الرأي والدعوة إلى المحافظة على حقوق الإنسان أن يستغل سلبيات الجمعية وهي محدودة، فيشهّر ويستهزئ بها بالمقارنة بإنجازاتها الكبيرة، إذ لا يخلو أي نشاط اجتماعي أو سياسي أو خيري من سلبيات كون البشر بطبيعتهم خطائين، حيث تعمد الكاتب التغافل عن مختلف أنشطة الجمعية المتنامية والتي يتم نشرها شبه يومياً بالصحف المحلية، ومن أهمها دعم المعسرين والعاجزين من آلاف المرضى سنوياً وإن كان أحياناً باستحياء يثني على «مساعدة المرضى»، بالإضافة إلى دور جمعيتنا في التنمية الصحية المجتمعية والتي من أبرزها تخريج مئات من المرضى والممرضات (من المقيمين ومن غير محددي الجنسية وأبناء الكويتيات) في برنامج شهادة التمريض العام الذي استمر عشر سنوات بالتعاون مع معهد التمريض التابع للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ومن ثم دفعهم إلى سوق العمل في المؤسسات الصحية الحكومية والخاص لإعالة أنفسهم وأسرهم وإنشاء الجمعية الكويتية للدسلكسيا عام 1999 لتوعية وتشخيص وعلاج طلاب المدارس المصابين بصعوبات التعلم عبر تعريب البرامج العالمية في هذا المجال والبدء حالياً في برامج مدرسة المستشفى بالتعاون مع شركة غوغل العالمية لتسهيل استمرار التحصيل العلمي للأطفال المصابين بأمراض السرطان وغيرها من الأنشطة المميزة في التنمية المجتمعية في الكويت. هذا كما دأب الكاتب على إثارة الشبهات نحو أعضاء مجلس الإدارة بقوله «وسبق أن دار لغط كبير حول سلوك معظم مجلس إداراتها بسبب ما تردد عن اختلاسات بالملايين لم يكشف النقاب عنها»، فهل هو غمز ولمز للجهات النيابية والقضائية أم هو جهل مركب بنتائج التحقيقات والأحكام القضائية الخاصة بقضية الاختلاسات؟ لا سيما بعد أن أخذت هذه القضية حقها كاملاً بالتحقيقات في النيابة العامة والمحاكم الكويتية، واستردت الجمعية كامل أموالها المختلسة بحكم قضائي نهائي تم نشره وإعلانه في معظم الصحف المحلية عام 2014 (مرفق صورة هذا الإعلان)، ومع هذا يصر الكاتب في معظم مقالاته على عدم إظهار المعلومات الصحيحة والكاملة لجمهور قرائه بأن مصير الأموال المختلسة غير معروف إعلامياً. هذا وما زالت العدالة الكويتية والمصرية والإنتربول الدولي يتقصى أثر المتهم الرئيسي الفار من وجه العدالة، علماً بأن النيابة العامة لم توجه أي تهمة لأي من أعضاء الجمعية وأن جمعيتها العمومية أكدت مراراً ثقتها بأعضاء مجلس الإدارة وطالبتهم بالاستمرار في متابعة قضايا الأموال المختلسة، وهو ما أدى بالنهاية وبتوفيق الله عز وجل إلى استردادها كاملة عام 2014، حيث تم صرفها على المرضى المعسرين والعاجزين. د. عادل راشد التوحيد * * نائب رئيس مجلس الإدارة – جمعية صندوق إعانة المرضى
مشاركة :