يَجبُ عَلى العَاملين في حقُولِ المَعرفة -مِن أَمثَالي- أَنْ يُعيدوا النَّظَر فِي الأنسَاق والسيَاقَات، وفِي الأفكَار والعِبَارَات، خَاصَّةً تِلك التي تَخدعُ وتُضلِّلُ النَّاس..!ومِن هَذه العِبَارَات، مَا أُسمِّيه «استدعَاء المِثَال السَّيئ فِي الغَرب، لتَبرير الوَاقع السَّيئ فِي الشَّرق»، وهَذه نَظريَّة عَرفجيَّة اختَرعتُها، وأَرجو أَنْ تُسَاهموا مَعي فِي نَشرها، إذَا استَحسَنتم فِكرتها.. وحَتَّى أَشرَح النَّظريَّة، دَعوني أُعطِ الأمثِلَة:المِثَال الأوَّل: تَتحدَّث مَع شَخص عَن أضرَار التَّدخين، وتَقول لَه: إنَّ شُرب السَّجَائر يُتلف الصِّحَّة ويُقصِّر العُمر، فيَلتفتُ إليكَ المُدخِّن، ويَستَحضر مِثَالاً شَاذًّا ويَقول: إنَّ عَمِّي يَبلغ مِن العُمر (80) سَنَة، وهو يُدخِّن بشَراهَة مُنذ أَنْ كَان مُراهِقًا، وصحَّته أَحسَن مِن صحَّتك..!المِثَال الثَّاني: تَقول لَه: إنَّ دِفَاع نَادي الاتِّحاد يَحتَاج إلَى «فَرمَتَة»، وإعَادة تَرصيص، لأنَّه انهَزَم هَذا الأسبُوع مِن مُنَافسه الهلال (3- 1)، حِينهَا يَردُّ عَليكَ السَّامِع، وقَد استدعَى مِثَالاً سيِّئًا، مِن أَجل أَنْ يُبقي دِفَاع الاتِّحاد مَهزوزًا كَما هو، فيَقول لَك: عَادي يَا أَخي، نَادي برشلُونة الإسبَاني -وهو أَقوَى مِن أَفضَل مُنتخبَات العَالَم- خَسِرَ (4-0) قَبل أَسابيع مِن نَادي «بَاريس سان جرمان» الفِرنسي، الذي بالكَاد أَنعشَته الأموَال القَطريَّة، ليَتلمَّس طَريقه نَحو قَائِمة أَفضَل (30) فَريقًا أُوروبيًّا..!المِثَال الثَّالِث: تَقول لَه: إنَّ المَرأَة فِي المجتمعَات العَربيَّة مُحتَقَرَة ومَسلوبة الكَرَامَة، فيَردُّ عَليكَ بسُرعة قَائلاً: يَا أَخي، فِي الغَرب يَحتَقرُون المَرأة أكثَر مِنَّا، ولَن أُذكِّرك بإحصَاءَات جَرائم الاغتصَاب عِندهم، بَل يَكفي فَقَط أَنْ تَعرفَ كَيف يُعَامل الرَّجُل الفرنسي المَرأَة الفرنسيَّة..!المِثَال الرَّابِع: تَقول لَه: إنَّ السُّمنَة مُنتشرة بشَكلٍ مُخيفٍ بَين الأطفَال، فيَردُّ عَليكَ وقَد «سَدح» أَي طَريقة لمُعَالجة المَوضوع قَائلاً: عَادي يَا أَخي، السُّمنَة عِند أَطفَال الأمريكَان مُرتفعة أكثَر مِمَّا هي عِندنَا، والدَّليل أَنَّ مَطَاعم الوَجبَات السَّريعَة لَدينا لَا تَكاد تُذكر، إذَا مَا قَارنَّاهَا بِمَا لَديهم مِنهَا، مِن أَضعَافٍ مُضَاعفةٍ..!حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!بَقي القَول: إنَّ كُلَّ هَذه الأَمثِلَة التي أَطرحها بقَصد إصلَاحها، يَردُّ عَليَّ المُعَارضون؛ باستدعَاء أَمثِلَة سَيِّئةٍ تُعمِّم المُشكِلَة ولَا تَحلُّها، والأكثَر ضَرَرًا مِن ذَلك أنَّها تُريد إبقَاء الوَضع كَما هو عَليه..!!