رَفْض بناء مسجد في «نيوجيرسي» يثير شعوراً بالاضطهاد

  • 3/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ساعات من اللقاءات العامة التي شهدت تبادلا علنيا لاتهامات نارية وتصريحات غاضبة بين مسيحيين ومسلمين، أعلنت سلطات بايون في ولاية نيوجيرسي الأميركية، هذا الأسبوع، عدمَ الموافقة على مشروع لبناء مركز إسلامي يضم مسجداً في المدينة. فبعد جلسة أخيرة من ست ساعات انتهت قبيل منتصف ليل الاثنين، قررت لجنة التخطيط المدني رفض مشروع لتحويل منشأة صناعية مهملة في شارع سكني هادئ إلى مركز إسلامي في بايون بولاية نيوجيرسي، التي تبعد 30 كلم عن نيويورك.في وقت سابق، وقع الرئيس دونالد ترامب نسخة معدلة لمرسوم حظر الهجرة من ست دول ذات أكثرية مسلمة، ما ضاعف الشعور لدى مسلمي البلاد بأنهم محاصرون. مرة تلو الأخرى عبَّر سكان أغلبهم من البيض الأكبر سناً عن الشكاوى نفسها: سيثير الضجيج، أو سيؤدي إلى ازدحام الطريق. وماذا عن ركن السيارات؟ ومن سيفرض تطبيق سقف المشاركة البالغ 135 شخصا للحدث الواحد؟ وعجزت مبادرات المجموعة المسلمة عن طمأنة المخاوف بتحديد سقف المشاركة وإلغاء لقاءات عائلية كانت مقررة كل شهرين وأداء صلاة الجمعة على دفعتين لضبط ازدحام السير، لكنها لم تؤد سوى إلى مزيد من الحذر والتوجس. وغالبا ما ترددت جملة «إنه ليس مناسبا للمكان ببساطة»، في إشارة إلى المشروع. طوال أشهر انعقدت سلسلة لقاءات عامة، سجلت حضورا قياسيا، تخللتها الشتائم والتصريحات الغاضبة والعدائية، ما أشعر البعض بالتعرض للتمييز وعدم الترحيب. كان التوتر جليا حتى قبل انعقاد اجتماع الاثنين في قاعة محاضرات مدرسة ثانوية، حيث انتحى الرجال المسلمون إحدى جهاتها للصلاة بهدوء، فيما تلت مجموعة أخرى من السكان صلوات مسيحية بصوت مرتفع في الجهة المقابلة. الحفاظ على الهدوء مع توافد أفراد من الحضور إلى المنصة لطرح أسئلة، والإدلاء بتصريحات تعرَّض المتحدثون للمضايقة والمقاطعة، وهدد رئيس لجنة التخطيط مارك أوربان مرارا بطرد المشاغبين. وأخرجت الشرطة أحد السكان الذي أثار جلبة كبرى. كما هتفت امرأة «كم من طفل مات في ظل هذا الدين؟» وأضافت أخرى على شفير البكاء «تريدون المجيء إلى مجتمع صغير مترابط محب، لكننا نريد جميعنا أن يبقى كذلك، هادئا ومسالما. لا نريد هذا الجامع الكبير». اتهم مؤيدو المشروع معارضيه بحيازة أفكار مسبقة، فنفى المعارضون الاتهامات بالتعصب، مؤكدين أن مخاوفهم بشأن الازدحام والضجة مشروعة، ولا علاقة لها بالدين. لكن أوربان الذي صوَّت ضد المشروع انتقد الطرفين، وقال «كلاهما سيان. الأمور خرجت عن السيطرة»، موضحاً: «بعض الأمور التي شاهدتها معيبة، ومهما حصل الليلة آمل عندما نغادر المكان أن نتمكن من التوافق، فهذا هو الأهم». كما أكد مسلمون نشؤوا في بايون، ويتولون وظائف فيها أنهم لم يشعروا بهذا القدر من التمييز سابقاً، مؤكدين أن الاحتجاجات اشبه باضطهاد ديني. وقال الطالب الجامعي حسين عيد (24 عاما)، معلقا على بعض الاعتراضات «إنها مسيئة إلى حد لا يصدق»، مضيفا «هذا موقف يتخذه المرء ضد عدو، أو جهة يرفض وجودها. هذا مهين».;

مشاركة :