زيارة محمد بن زايد لموسكو عزّزت التقارب بين البلدين

  • 3/9/2017
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وسيم خليل قلعجية، خبير في الشؤون الروسية، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى روسيا، في مارس 2016، أدت دوراً مهماً في تعزيز العلاقات الإماراتية والخليجية مع موسكو. وتأتي تصريحات قلعجية في ندوة نظمها مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي، تناولت السياسة الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط في وتحولاتها ومحدداتها ومستقبلها، بمشاركة السفير فينيامين بوبوف، الدبلوماسي الروسي السابق، ومدير مركز شراكة الحضارات بالمعهد الحكومي للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية، ومنسّق «مجموعة الرؤية الاستراتيجية، روسيا - العالم الإسلامي»، والدكتور وسيم خليل قلعجية، الباحث المختص بالشؤون الروسية، والعضو في «مجموعة الرؤية الاستراتيجية، روسيا - العالم الإسلامي» في موسكو، ومؤلف كتاب «روسيا الأوراسية.. زمن الرئيس بوتين». البراغماتية والمصالح وشدد قلعجية على أن روسيا أبدت في الآونة الأخيرة حرصها على تعزيز مستوى علاقاتها مع دول الخليج، التي قال إنها تبنّت سياسة عقلانية تجاه عودة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط، وتدخلها في سوريا، وأخذ المسؤولون الخليجيون يترددون على موسكو، ووقع الطرفان اتفاقيات اقتصادية عديدة. وأوضح أن الإمارات أكثر دولة خليجية ارتباطاً بروسيا وتفهماً للسياسة الخارجية الروسية في المنطقة، وهو ما يمنح الإمارات دوراً تفضيلياً بالنسبة إلى السياسة الروسية في المنطقة، مضيفاً أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، إلى روسيا، في مارس 2016، أدت دوراً مهماً في تعزيز التقارب بين الطرفين. موسكو والخليج وذكر أن العلاقات الخليجية الروسية تواجه عدداً من التحديات، أهمها العلاقات الوثيقة بين روسيا وإيران، لكنه لفت إلى أنه بالرغم من المصالح العميقة بين البلدين، فإن روسيا توظّف علاقتها بإيران وتحالفها معها لمصالحها الخاصة، وأضاف أن روسيا لا ترغب في إقامة تحالف استراتيجي شامل أو عسكري مع طهران، لأن مثل هذا التحالف سينعكس سلباً على علاقاتها مع الدول الأخرى في المنطقة، لا سيما دول الخليج العربية. واعتبر قلعجي أن مصالح موسكو لدى دول الخليج العربية أكبر منها لدى إيران. وقال إن حجم اقتصاد دول الخليج أكبر من الاقتصاد الإيراني. وأضاف أن موسكو تعتمد اقتصادياً على النفط والغاز، وهما في الخليج أكبر. وشدّد على أن علاقات روسيا مع دول الخليج خالية من حسابات التمدد الطائفي، خلافاً لإيران. وأكد أنه كلّما تم الابتعاد عن الملف السوري، ازداد التقارب. بدورها، أكدت د. ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، أن روسيا اتجهت إلى التدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية مدفوعة بمصالحها الاستراتيجية وحماية أمنها القومي، وأنها تمكنت من تغيير الوقائع العسكرية على الأرض، وتحوّلت إلى لاعب رئيس في الأزمة، بل تعد الآن القوة الدولية الرئيسة المؤثرة في مسار الأزمة السورية ورسم مستقبلها. وأضافت د. الكتبي أن التدخل الروسي في الأزمة السورية ترافق مع السياسة الانكفائية الأميركية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إذ استطاعت روسيا أن تملأ الفراغ الذي خلّفه هذا الانكفاء، ليس في الساحة السورية فحسب، بل أيضاً في منطقة الشرق الأوسط عامة، وهو الأمر الذي أسهم في تغيير الحقائق الجيوسياسية في المنطقة. بدوره، دافع بوبوف عن التدخّل التدخل الروسي العسكري في سوريا ،مشيراً إلى أنه «لم يأتِ من أجل محافظة روسيا على مصالحها الاستراتيجية في سوريا فحسب، إنما بعد إحساسها بأنه كان هناك خطر على دمشق من جانب المنظمات الإرهابية، وأيضاً لحماية الأمن الروسي». وقال إن «هناك نحو 4 آلاف روسي يقاتلون في صفوف المنظمات الإرهابية في سوريا، وروسيا تخشى من عودة هؤلاء إلى روسيا والقيام بعمليات إرهابية». وأكد بوبوف أنه بالرغم من العودة الروسية إلى الساحة الدولية والإقليمية، فإن موسكو لا ترغب في الهيمنة على سوريا أو العراق أو غيرهما، كما تروّج الجهات الغربية».

مشاركة :