كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان عن حجم الجرائم التي تمارسها ميليشيا الحوثي في ما يتعلق بتجنيد الأطفال اليمنيين مستغلة عوزهم. كما كشف عن تهديد الميليشا الحوثية لعائلات يمنية وإجبارها على إرسال أطفالها للقتال في صفوفها.. مشيراً إلى ممارسة الحوثيين عمليات خداع عبر استخدامها شعارات دينية تستغل من خلالها صغر أعمار هؤلاء الأطفال للدفع بهم إلى الخطوط الأمامية للقتال والتضحية بطفولتهم ومن ثم قتل مستقبلهم ومستقبل البلاد. يأتي هذا خلال فعالية أقيمت، أمس، على هامش أعمال مجلس حقوق الإنسان الذي تنعقد دورته الـ34 حالياً في جنيف بحضور ممثلي المنظمات الدولية والدول الأعضاء وخبراء حقوق الإنسان. تجنيد المئات وقال الباحث ورئيس منظمة «وثاق اليمنية» نجيب الأسدي في مداخلته، إن تجنيد الأطفال ليس بالأمر الجديد على جماعة الحوثي .. مشيراً إلى تقارير تحدثت عن قيام هذه الجماعة بزج الأطفال في ميادين القتال. وأضاف: «كان آخر ما صدر عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان في 28 فبراير الماضي.. إعلان الناطقة باسم المفوضية حصولها على تقارير تفيد بتجنيد 1476 طفلاً للمشاركة في النزاع المسلح خصوصاً من اللجان الشعبية المرتبطة بالحوثيين». وقال كما ذكرت منظمة العفو الدولية في التاريخ نفسه حصولها على أدلة جديدة تفيد بأن جماعة الحوثي المسلحة تنشط في تجنيد صبية لا تزيد أعمار بعضهم على 15 عاماً، جنوداً على خطوط القتال الأمامية في النزاع الدائر. وتابع أن جماعة الحوثي دأبت على تجنيد الأطفال واستخدامهم في صراعها المسلح.. مستغلة حالة الفقر والعوز التي يعيشها معظم سكان الشمال، فتقوم جماعة باستقطاب الأطفال وتجنيدهم مقابل مبالغ مادية تتراوح بين 100 و150 دولاراً شهرياً. وحول ما قام به التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.. قال الأسدي في مداخلته إن التحالف رصد عبر فرقه في المحافظات عمليات تجنيد لأطفال.. موضحاً أن هناك 1951 حالة من هذا القبيل تم رصدها خلال الفترة يناير 2015 وحتى ديسمبر الماضي. وكشف أن المعسكرات ودوائر الأمن الخاضعة لجماعة الحوثي هي مراكز لتجنيد الأطفال.. حيث تم رصد وتوثيق 83 مركزاً لاستقطابهم ثم تدريبهم وتصديرهم إلى جبهات القتال. وقال رئيس منظمة «وثاق»، إن عدد الأطفال المجندين يبلغ أكثر من 12 ألفاً يشكلون ما بين 35 و45 في المئة من قوام مقاتلي الحوثي - صالح. وبين أن تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين ارتفعت إلى 50 في المئة.. بينهم 10 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عاماً. آلاف الحالات بدوره، قال رئيس المكتب التنفيذي لمؤسسة «صح» اليمنية لحقوق الإنسان عصام الشاعري في مداخلته، إن تقرير المؤسسة والتحالف اليمني كشف عن معسكرات تدريب الأطفال المجندين في المحافظات التي تقع تحت سيطرة المليشيات. وأضاف: «تشير معلوماتنا إلى أن أغلب الأطفال الجنود في صفوف المليشيات ينتسبون إلى أسر متوسطة الدخل وفقيرة»، مشيراً إلى أن فريق التحالف تمكن من رصد 5113 مجنداً بالبيانات ومكان تجنيدهم. ولفت إلى أن ما زاد الأمر سوءاً زيادة عدد الأطفال الذين تعرضوا للقتل أو التشويه بمقدار ستة أضعاف في فترة الانقلاب، كاشفاً عن تعرض عدد من الأطفال المجندين لاعتداءات متنوعة من قبل المليشيات، ومنها إرغامهم على تناول حبوب الهلوسة والمخدرات ليتسنى لهم السيطرة على عقولهم واستخدامهم في محاولة اختراق الحدود السعودية. ونوه إلى إجبار جماعة الحوثي العديد من العائلات اليمنية على إرسال أبنائها للقتال تحت التهديد.. كما استخدمت الميلشيا الأطفال دروعاً بشرية».
مشاركة :