صمد أكثر من (30) حرفياً وبائع تراث في مواجهة تأثير الحضارة والتقنية ومنتجات العصر الحديث وظلوا متمسكين في حرفهم اليدوية وتجارة التراث في مركز الحرف اليدوية والتراث الوطني بمدينة بريدة والذي يعد مركزاً خاصاً لأنشطة وتجارة الحرفيين جرى تخصيصه لأنشطتهم وحرفهم وفقاً لتعاون بين أمانة منطقة القصيم وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة وقد أسهم المركز بتجميع الحرفيين واستمرار أنشطتهم وتعريف جيل الحاضر على أدوات وأعمال الأجداد والأباء وكيفية تعاملهم مع ظروف الحياة بإنتاجهم وأدواتهم التي صنعوها بأيديهم وبمواد محلية. «الرياض» بادرت لسبر أغوار مركز الحرف والتراث الوطني والواقع في قلب مدينة بريدة. (92) عاماً من النجارة أوضح محمد المزيني (92) عاماً أنه أمضى سنوات عمره في مهنة النجارة متنقلا بين عدد من المواقع بمدينة بريدة ممارساً لحرفته لافتاً أنه يعمل في نجارة وتجارة الأبواب الخشبية القديمة والشبابيك والنوافذ التي كانت تستعمل في المباني القديمة ومطابع الكليجاء والتي تشتهر بإنتاجها منطقة القصيم والأدوات الزراعية والمنازل القديمة. وأشار إلى أن إنتاجه الحرفي يجد رواجا وإقبالاً في القصيم وخارجها مؤكدا أن جهود سياحة القصيم التعريفية في الحرفيين أسهم بتسويق إنتاجهم محليا وعالميا لافتاً إلى مشاركته في سوق عكاظ بالطائف والجنادرية وتقديمه عروضا في لندن وبلجيكا. إقبال لافت ولفت محمد الدحمان(75) سنة أنه يمارس حرفة أعمال الخوصيات ومنها عمل السفر والمحافر والسجاد و(مهاف) التبريد وعمل (الزبيل)، مؤكداً أن جميعهم في مكان واحد أسهم بتسويق وترويج بضاعتهم وإنتاجهم. فالسوق المتخصص شجع المتسوقين للتجول فيه مما يعدد مشترياتهم من الإنتاج الحرفي والأدوات التراثية. بدوره أشار ابراهيم الضباح - بائع تراث -: أن مركز الحرف والتراث الوطني ببريدة أوجد سوقا رائجا للتراث بأنواعه وأصبح هدفا للمتسوقين وهواة التراث من الداخل والخارج وقال: إنه يسوق مبيعاته التراثية في محله من مقتنيات تراثية مثل الدلال والسيوف وأدوات نحاسية وأباريق الغرش ومجمل التراث الذي يتعدد رواده وخاصة في الإجازات المدرسية والإجازة الأسبوعية لافتاً أن محله يضم مئات الأدوات التراثية ذات الأعمار المتعددة. مشترون أجانب واعتبر عبدالرحمن اليحيى - بائع ومهتم بالتراث الشعبي - أن مركز الحرفيين والتراث الوطني ببريدة من أفضل الأعمال التي قدمت للحرفيين وبائعي التراث لكون هذا المركز جمعهم في مكان واحد مقدرا الجهود التي بذلتها سياحة القصيم وأمانة المنطقة في هذا الشأن مؤكدا الحاجة لإيجاد مناشط وفعاليات متواصلة بالمركز لتنشيط تسويق إنتاج حرفييه وباعة التراث فيه بشكل أفضل مشيراً أن رواد محله والمركز يأتون إليه من جميع مناطق المملكة والخليج وكذلك من دول عالمية أخرى لافتاً أن المركز بحرفييه ومحلاته التراثيه أوجد رابطا بين الجيل الحالي والأجيال السابقة بتعريفهم بأعمالهم وإنتاجهم وتعاملهم مع البيئة والحياة. داعم قوي من جانبه عّد د. فهد النافع - الأستاذ المشارك بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة القصيم - مركز الحرف اليدوية والتراث العمراني ببريدة معلماً مميزاً وسط المدينة. المكان الذي ظل محافظاً على قيمته التاريخية والاقتصادية، مضيفاً: وجود هذا المركز في هذا الموقع ضاماً كل ما هو متعلق بالحرف اليدوية والتراث العمراني دليل على الدعم القوي والتشجيع من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والتي حرصت أن تكون كل هذه الصناعات متواجدة في مكان واحد ليتمكن كل زائر ومهتم بهذه الصناعات زيارتها. وأشار الى أن الحرف والصناعات اليدوية تساعد في المحافظة على التراث الشعبي والثقافة الوطنية، كما أن توظيفها بشكل منضبط مع تطويرها واستثمارها في جميع المجالات، يجعلها داعماً اقتصادياً، والعاملين والعاملات في الحرف اليدوية يعززون من مشاركاتهم في المهرجانات الصيفية والتي هي جزء من دعم وتشجيع هذه الصناعة اقتصادياً، مبيناً أن هذه الصناعات والتي تعد بسيطةً في تكوينها، إلا أنها أصبحت اليوم مقصداً لزائري مدينة بريدة سواء من داخل أو خارج المنطقة، وكذلك من خارج المملكة، حيث حظيت بزيارات بعض السفراء من الدول الغربية والعربية ومن المهتمين بالتراث وهناك عوامل متعددة لها تأثيرات اقتصادية إيجابية لهذه الصناعات، فمنها تكثيف الزيارات لها من قبل ضيوف المنطقة وتكون جزءا من برنامج الزيارات، ووضع جدولة لزيارات طلاب المدارس لتجمع بين التعريف بالتراث الوطني القديم للجيل الجديد والجانب الاقتصادي لهذه الصناعات وتشجيع العاملين والعاملات على هذه الصناعات بالمشاركة في الفعاليات بالمنطقة أو التشجيع على أن تكون الفعاليات الوطنية قريبة من موقع هذا المركز لجلب أكبر عدد من الزوار والمستفيدين. القطاع الخاص وأشار د. النافع إلى أهمية دور القطاع الخاص، مضيفاً: يجب أن يكون له دور اقتصادي داعم، وذلك عن طريق مشاركته في تسويق هذه الصناعات سواء بالمشاركة أو غيره وتشجيع المركز ليكون مكانا لتدريب من يرغب امتهان العمل بهذه الصناعات، وعملية التدريب ستفتح تنوعا في الصناعات واستحداث صناعات جديدة وداعم اقتصادي منتظم، الداعم القوي اقتصاديا لهذه الصناعات هو مشاركتها في المهرجانات السياحية والتي تنظم في إجازة الصيف بتخصيص أجنحة ومعارض للحرف اليدوية والمنتجات الشعبية مجانا للأسر العاملة في هذا المجال لبيع منتجاتها وإقامة مناسبات سنوية لهذه الصناعات تتوافق مع الأوقات التي يتواجد بالمدينة أكبر عدد من الزوار في مناسبات مختلفة. وشدد أن جامعة القصيم لها مناشط متواصلة سواء مؤتمرات أو ندوات وغيرها، ومن المناسب أن يكون هناك تعاون قوي بينها وبين الهيئة العامة لسياحة والتراث الوطني في دعم هذا المركز والتشجيع عليه اقتصاديا من خلال أن يكون المركز جزءا من وجهة ضيوف الجامعة في أوقاتهم الحرة مما سيجعل لهذا المركز استمرارية بذل الجهود والعمل على كل جديد ومفيد اقتصاديا ومهنيا مبيناً أن هذه المراكز المنتشرة في المناطق ما هي إلا جزء من الدعم الذي تقدمه الدولة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتسهيل كل ما تحتاجه من توفير أماكن خاصة لهم ودعمهم في كل مناسبات وطنية سواء داخلياً أو خارجيا. وأوضح م. عبدالعزيز المهوس - أمين منطقة القصيم بالنيابة - أن الأمانة أولت مركز الحرفيين والتراث الوطني ببريدة اهتماما كبيراً إدراكا منها بأهمية المحافظة على الحرف اليدوية والتراث ولما يمثله من قيمة تراثية هامة، مضيفاً: نفذنا العديد من الخدمات لهذا المركز بتجهيز المحلات والساحات ودورات المياه ونتابع صيانته الشاملة ولجميع الخدمات، وتشارك الأمانة في المهرجانات التي تقام بالمركز وتوفر كافة الخدمات من حيث التنسيق والتنظيم، موضحا أن المركز يضم (46) محلاً وتشكل الحرف اليدوية كالنجارة والمشغولات الجلدية وغيرها من المهن المساحة الأكبر ويحوي عددا من المحلات التي تعرض مختلف المنتجات والاهتمامات التراثية واعداً بأن يكون المركز أحد المقاصد السياحية في بريدة وملتقى لأصحاب الهويات والمهن. الحرفي الدحمان يمارس حرفته بالمركز أسهم المركز في تجميع الحرفيين واستمرار أنشطتهم والتعريف بأدواتهم الإنتاج الحرفي يجد إقبالاً من الزوار الحرفي المزيني يتحدث للزميل الحربي (عدسة - بدر الفريدي) د. فهد النافع ####م. عبدالعزيز المهوس
مشاركة :