عمق كل من بايرن ميونيخ الألماني وريـال مدريد الإسباني حامل اللقب جراح آرسنال الإنجليزي ونابولي الإيطالي، بعدما جددا الفوز عليهما إيابا بنتيجة مباراتي الذهاب نفسها (3-1 و5-1)، ليخطفا بطاقة التأهل للدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. وإذا كانت خسارة نابولي أمام حامل اللقب يمكن للجماهير تقبلها، إلا أن هزيمة آرسنال القاسية على ملعبه بخماسية جديدة كانت بمثابة صدمة لجماهيره التي عادت لتصب غضبها على المدرب أرسين فينغر وتطالبه بالرحيل. وعلى ملعبه «الإمارات» تلقى آرسنال أقسى خسارة منذ 19 عاما، وفشل للمرة السابعة على التوالي في تخطي الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، لكن هذه المرة كان الخروج مذلا أمام بايرن ميونيخ وبنتيجة كبيرة (2 - 10 بمجموع الذهاب والإياب). ودفعت النتيجة جمهور آرسنال إلى تجديد مطالبته برحيل أرسين فينغر الذي يقود الفريق منذ سبتمبر (أيلول) 1996 الذي ينتهي عقده نهاية الموسم. إلا أن فينغر، 67 عاما، صب جام غضبه على التحكيم في المباراة، معتبرا أن الحكم حال دون منح فريقه فرصة إكمال العودة بعدما تقدم بهدف لمهاجمه ثيو والكوت، عبر احتساب ركلة جزاء لصالح بايرن طرد على أثرها قائد آرسنال الفرنسي لوران كوشيلني. وبعد هذا الطرد في مطلع الشوط الثاني، انهار آرسنال تماما، حيث سجل البولندي روبرت ليفاندوفسكي في الدقيقة 55 من ركلة الجزاء، والهولندي أرين روبن (68)، والبرازيلي دوغلاس كوستا (78)، والتشيلي أرتورو فيدال هدفين في الدقيقتين 80 و85، ليتلقى الفريق الإنجليزي أقسى هزيمة له على ملعبه في المسابقات الأوروبية. ولا يبدو أداء آرسنال محليا أفضل حالا، إذ يحتل المركز الخامس بفارق 16 نقطة عن المتصدر تشيلسي. وكان فينغر واجه انتقادات لاذعة عندما قرر عدم إشراك نجمه التشيلي أليكسيس سانشيز أساسيا في مباراة القمة ضد ليفربول في الدوري السبت الماضي التي خسرها 1 - 3. ورغم أن نتيجة الإياب أمام بايرن لا تعكس مجريات اللعب، فإنها من دون شك قد تكون زادت من احتمال رحيل المدرب في نهاية الموسم الحالي، علما بأنه أشار سابق إلى أنه سيتخذ قرار البقاء من عدمه قبل نهاية هذا الشهر أو في أبريل (نيسان) المقبل. ولدى سؤاله بعد المباراة ما إذا كان هذا اللقاء هو الأخير له مع آرسنال أوروبيا، رد فينغر الذي ينتهي عقده في 30 يونيو (حزيران): «لست أدري، تبحثون دائما عن العناوين البارزة، أما أنا فأتحدث عن كرة القدم وليس عن مستقبلي». وأضاف: «لعبنا بطريقة جيدة، ولا أعتقد بأن فريقي كان مترددا. في الوقت الحالي نجتاز فترة صعبة، لكني أعتقد أن النادي في حالة جيدة». وتابع: «ما يحتاج إلى تغيير هو الحصول على نتيجة جيدة في نهاية الأسبوع. سنلعب ضد لينكولن في ربع نهائي كأس إنجلترا ونريد التركيز على القيام بعملنا بطريقة صحيحة». ولدى سؤاله عن صافرات الاستهجان من الجمهور تجاهه، رد فينغر بعبارة وحيدة هي: «ليس لدي أي شيء أضيفه». إلا أن المدرب الفرنسي المخضرم هاجم حكم اللقاء اليوناني تاسوس سيديروبولوس على خلفية قراراته في المباراة، وقال: «كان مساندا بقوة لبايرن. لم تكن ركلة الجزاء صحيحة واللاعب كان متسللا، وبالإضافة إلى ذلك رفع البطاقة الحمراء في وجه لاعبنا». ووصف قرارات الحكم بأنها «غير مسؤولة. إنها فضيحة كبرى»، موضحا أن ذلك يجعله «غاضبا جدا وحانقا، لأننا في وضع صعب». وأقر مدرب بايرن الإيطالي كارلو أنشيلوتي بأن فريقه عانى ضغطا كبيرا على مدى ساعة وقال: «حتى احتساب ركلة الجزاء في مصلحتنا، كان الأمر صعبا علينا». وأضاف: «قدم لاعبو آرسنال عرضا جيدا، وارتكبنا أخطاء لا نرتكبها عادة. كانت مباراة غريبة والنتيجة لا تعكس ما حصل على أرضية الملعب... لا شك أن ركلة الجزاء أزالت ضغطا كبيرا عنا، لكن الأهم هو بلوغ الدور ربع النهائي». ولم يخف النجم السابق لآرسنال إيان رايت، تشاؤمه من المرحلة التي يمر بها النادي، قائلا: «إنه يوم حزين، لأننا خرجنا مجددا في هذا الدور. نمر في فترة هي الأسوأ في تاريخنا». وتابع: «يجب الاعتراف بأنه كما تسير الأمور حاليا، يحتاج آرسنال إلى جهود مضاعفة، لينهض من هذه الكبوة فيما يتعلق بالحالة الذهنية للاعبين ومن ناحية الحافز والتصميم لديهم». وأضاف: «تشعر بأن شيئا ما بلغ النهاية»، في إشارة ضمنية إلى فينغر، معتبرا أن الأخير «في حالة ضياع، والضغوط تزداد عليه من كل حدب وصوب: الأنصار، والاحتجاجات، والأمور تتعاظم وتنذر بالانفجار». ولم تخف الصحف البريطانية أمس دعواتها لخروج فينغر. وعنونت صحيفة «ديلي إكسبريس» تغطيتها للمباراة بـ«العار مجددا»، أما «ديلي تليغراف» فاعتبرت أن آرسنال «أذل مجددا». ويتضمن سجل فينغر مع آرسنال قيادته إلى إحراز اللقب المحلي ثلاث مرات، بينها واحدة لم يتعرض فيها فريقه لأي خسارة خلال موسم 2003 - 2004، إضافة إلى إحراز كأس إنجلترا أربع مرات. وعلى ملعب ساو باولو، تغلب ريـال مدريد على نابولي 3 - 1، وهي النتيجة ذاتها التي آلت إليها مباراة الذهاب في ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية قبل أسبوعين. وتقدم نابولي بواسطة البلجيكي الدولي دريس ميرتنز في الدقيقة 24، لكن سيرجيو راموس قائد الريـال سجل هدفين برأسه في الدقيقتين 51 و57، قبل أن يضيف ألفارو موراتا الثالث والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. ويمكن اعتبار راموس هو رجل المباراة الأول، لأن هدفيه جاءا في وقت كان الريـال تحت ضغط كبير من الفريق الإيطالي. وقال راموس: «كانت المباراة رقم 100 لي في دوري الأبطال، وكنت أرغب في مساعدة الفريق بالتهديف في اللحظات الحاسمة. لقد عانينا». وأضاف: «دائما ما نتمسك بإيجابيتنا. لا أعتقد أننا لم نعمل بجدية. ولكن نابولي ضغط علينا ولم نكن نقرأ المباراة بشكل جيد في البداية. وبعدها كانت رؤيتنا للأمور أفضل وحققنا نتيجة جيدة». وتابع: «كنا نتوقع مواجهة معقدة، ولكننا أيضا نعرف كيف نقلب الموازين لصالحنا بعد المعاناة». من جهته، أشاد الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب الريـال، بقدرة لاعبيه على العودة بقوة خلال الشوط الثاني، وتحويل التأخر بهدف إلى الفوز 3 - 1. وخص زيدان راموس بالإشادة وقال: ««نحن محظوظون بوجود سيرجيو معنا». وأضاف: «تراجعنا كثيرا في نصف ملعبنا، ولكننا بعدها أصبحنا أفضل بكثير، ضغطنا واستحوذنا على الكرة بشكل أكبر». وأضاف: «لا يمكننا الأداء دائما بأفضل شكل، فهناك لحظات من التراجع... واللعب في استاد كهذا يشكل صعوبة. لكننا كنا الأفضل في الشوط الثاني وعرفنا كيف نحسم المباراة». ولم يكن دور المنقذ الذي لعبه راموس أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة، بالجديد على اللاعب المخضرم، وإنما كان بمثابة استمرار لمسلسل تقديم دور البطولة في الأوقات العصيبة. واستحوذ راموس على أغلب عناوين الصحف الإسبانية الصادرة أمس، كما كشفت الإحصائيات أن الأمر ليس بجديد عليه، حيث إن 18 من بين 21 هدفا سجلها اللاعب منذ الهدف الذي أحرزه في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014، جاءت والريـال متعادل أو متأخر في النتيجة. فاللاعب لا يسجل فقط أهدافا عادية، وإنما يسجل الأهداف المهمة أو الأهداف التي تنقذ الريـال في الأوقات العصيبة خلال المباريات. وعلقت صحيفة «أس» بعنوان: «راموس المبارك»، و«رجل الإطفاء»، كما وصفته صحيفة «ماركا» بـ«الزعيم». وبالوصول إلى ربع النهائي حافظ الريـال على سجله خاليا من الهزائم في 12 مباراة متتالية بالبطولة الأوروبية، وعزز موقعه بشكل كبير كمرشح قوي للتتويج باللقب هذا الموسم. في المقابل وعلى عكس ما يتردد عن وجود خلافات بينهما، أشاد رئيس نادي نابولي أوريليو دي لورنتيس بالعمل الممتاز للمدرب ماوريتسيو ساري، رغم خسارة الفريق والخروج من دوري الأبطال. وقال دي لورنتيس: «حتى لو كانت النتيجة عينها مثل مباراة الذهاب، لم يخب أملي كما حصل في مدريد... الشوط الأول كان مثاليا، والفريق قدم كل ما يملك في الثاني، بيد أن ريـال يبقى ريـال». ونفى دي لورنتيس أي خلاف مع ساري، وأوضح: «قلت له بعد مباراة الذهاب فقط أن الفريق افتقد للحافز. لطالما وصفت ساري بأنه خبير كروي ومدرب ممتاز».
مشاركة :