يتجه البيت الأبيض لتعيين الجمهوري المتشدد جون هانتسمان،الذي شغل سابقا منصب رئيس مجلس الاطلسي، سفيرا في روسيا، فيما أعربت موسكو عن خيبة أملها وقالت إن هذا السفير ليس حمامة سلام. "إعادة تشغيل" العلاقات الروسية-الأمريكية: لماذا لم يتحسن الوضع؟ وذكرت صحيفة " بوليتيكو"، الأربعاء 8 مارس/أذار، نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية، أن البيت الأبيض عرض على هانتسمان تعيينه سفيرا في روسيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وأن الأمور أصبحت في مرحلة التوقيع على الوثائق الخاصة بهذا الأمر. ويأتي ترشيح هذا الجمهوري المتشدد لهذا المنصب الذي يتطلب تصديق مجلس الشيوخ، في وقت وصلت فيه العلاقات الأمريكية الروسية إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، وفيما يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يرغب في تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تدهورت خلال إدارة سلفه باراك أوباما بسبب قضايا كثيرة، منها استعادة روسيا لشبه جزيرة القرم ونصب الولايات المتحدة درعها الصاروخية على مقربة من الحدود الروسية، ودعم كل بلد لطرف مختلف في الصراع السوري. وعلّق عضو مجلس الشيوخ الروسي أليكسي بوشكوف على نية الإدارة الأمريكية تعيين رئيس المجلس الأطلسي سفيرا لها في موسكو، بالقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحيط نفسه بأشخاص لا يريدون تحسين العلاقات مع روسيا، ولا مكافحة تنظيم "داعش" بالتعاون معها، ومنهم على وجه الخصوص، ومن غير المرجح أن يكون جون هانتسمان المقترح لمنصب السفير في موسكو، حمامة سلام. وكتب السيناتو الروسي على حسابه في تويتر: "ترامب في الغالب يحيط نفسه بأناس لا يريدون تحسين العلاقات مع روسيا، وكذلك التعاون معها ضد" الدولة الإسلامية "(المحظورة في روسيا والولايات المتحدة) وهذا يجعل من الصعب إيجاد أرضية مشتركة" بين البلدين. ووفقا له، فإن ترشيح هانتسمان لمنصب السفير الأمريكي في موسكو يعني الكثير، لأن الأخير كان يقود المجلس الأطلسي منذ العام 2014، حيث كانت القاعدة هناك توجيه انتقادات شديدة ضدّ روسيا. ومع أن هانتسمان رفض التعليق للصحيفة على عرض تعيينه سفيرا في روسيا، إلا أن مسؤولا بالإدارة الأمريكية أكد، الأربعاء، أن حاكم ولاية يوتا السابق قَبِل عرض الرئيس دونالد ترامب لشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى روسيا. كما نقلت قناة "إن بي سي" التلفزيونية عن مصدر مطلع في الإدارة الأمريكية تأكيده ان هانتسمان قبل العرض. وكانت وسائل الإعلام الأمريكية ذكرت، في أوائل شهر مارس/أذار الجاري، أن هانتسمان هو المرشح لمنصب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في موسكو، لكن البيت الأبيض لم يؤكد هذه المعلومات. وهانتسمان (56 عاما) كان سفير الولايات المتحدة لدى سنغافورة (1992-1993)، وحاكما لولاية يوتا (2005-2009)، وسفيرا في بكين (2009-2011). وفي مايو/أيار 2011، أعلن عن نيته الترشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري، لكنه خرج من السباق باكرا ودعم ميت رومني، الذي خسر أمام مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما، خلال السباق الرئاسي. والمجلس الأطلسي الأمريكي، منظمة غير حكومية وغير حزبية، هدفها تعزيز القيادة الأمريكية في الساحة الدولية على أساس الدور المحوري لدول الأطلسي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. ويمول هذه المنظمة حلف شمال الأطلسي، ووكالات الاستخبارات الاتحادية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون والشركات الرائدة في دول الناتو. وبعد سلسلة من البيانات والانتقادات الشديدة ضدّ ترامب، تحول هانتسمان إلى أحد أكبر داعمي الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية التي تكللت بفوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. المصدر: وكالات سعيد طانيوس
مشاركة :