في وقت تضغط فيه تركيا على روسيا والولايات المتحدة، لوقف التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، المرتبط بالأكراد، قبل إعلان المعركة النهائية لهزيمة تنظيم داعش في عاصمته المفترضة، الرقة، قال بيان لقيادة القوات المسلحة التركية، إن الاجتماع الثلاثي الذي عقده رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار، مع نظيريه الأميركي فرانسيس دانفورد، والروسي فاليري غيراسيموف، في ولاية أنطاليا، بجنوب تركيا، جاء لبحث مسائل إقليمية بينها العراق وسورية، فيما أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم مجددا أن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية محتملة في الرقة في حال مشاركة التنظيمات الإرهابية فيها. جاء ذلك بعد إعلان الولايات المتحدة نشر جنود في مدينة منبج، للحيلولة دون وقوع صدامات بين القوات المختلفة، حيث استبعد رئيس الوزراء التركي قيام بلاده بحملة عسكرية في المدينة التي تقع بريف حلب الشرقي في الوقت الحالي، نافيا أن تكون تركيا قد تلقت ردا رسميا من الولايات المتحدة حول عملية الرقة، ومشيرا إلى رفض تركيا المشاركة بتحريرها في حال مشاركة الوحدات الكردية فيها. زيادة تعقيد الوضع قال يلدرم إن أي حملة عسكرية على منبج في الظروف الحالية دون تنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، لن تسفر عن نتيجة بل ستزيد الوضع تعقيدا، مشيرا إلى أن مسئولي بلاده يجرون لقاءات مكثفة مع الأطراف المعنية، للتشاور حول المسائل التقنية والعسكرية هناك. وحول احتمال القيام بعملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم داعش في محافظة الرقة، قال يلدرم إن بلاده لم تتلق ردا رسميا من واشنطن حول الخطة التي قدمتها تركيا والخاصة بتحرير الرقة، وأضاف «قدمنا خطة إلى واشنطن حول هذا الموضوع، لكن لم نتلق ردا إلى الآن، وكل ما يكتب ويقال حول هذه المسألة مجرد ادعاءات وشائعات لا أكثر». خطة البنتاجون كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن خطة وزارة الدفاع لتحرير الرقة، تتضمن زيادة الدعم للقوات الكردية والعربية المقاتلة، فيما نشرت قواتها في مدينة منبج لمنع أي هجوم تركي على المدينة. وتتضمن الخطة زيادة كبيرة في عدد القوات الأميركية والمروحيات الهجومية والمدفعية، والاستمرار في إمداد القوات الكردية والعربية المتحالفة ضمن «قوات سورية الديمقراطية» بالسلاح. وبموجب هذه الخطة، فإن الولايات المتحدة تُغلق الباب بشكل كامل أمام مطالب تركيا بوقف تسليح مقاتلين أكراد تقول إنهم يهددون أمنها. وكان قائد التحالف الدولي في العراق، الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند، قال إنه لا أدلة على أن وحدات الحماية تشكل تهديدا على تركيا، داعيا كل الأطراف المعادية لتنظيم داعش إلى وقف القتال فيما بينها وتركيز الجهود على مقاتلة داعش.
مشاركة :